چکیده:
العالمیة والخاتمیة والخلود من أبرز صفات الرسالة الإسلامیة، والعالمیة هی عدم
اختصاص الخطاب الدینی بجماعة معینة أو زمان ومکان محددین وهی تعبیر عن مرحلة
تکاملیة فی مسیرة الرسالة الإلهیة وتتمیز عالمیة الإسلام عن بقیة الأدیان العالمیة
الإلهیة بالانتقال إلی مرحلة التطبیق العملی وتثبیت الضمانات اللازمة لاستمرار
المشروع الحضاری الإسلامی واتساع نطاق الخطاب لیشمل البشریة جمعا.. وثمة مشاکل أمام
العالمیة کالنزعة القومیة واستبداد الکیان السیاسی والتمییز الطبقی والتجزئة.
وتعتبر مدرسة آل البیت ـ علیهم السلام ـ رائدة فی مکافحة هذه المشاکل وإزالتها من
المجتمع
والخاتمیة لا تعنی فقط انقطاع الوحی بل تعبر أیضا عن تطور فی الحیاة الإنسانیة وفی
المضمون الرسالی.
والخلود یعنی الاستمرار والبقاء والوراثة ونستطیع أن نجد معالمه فی العناصر والأسس
التی اعتمدتها الرسالة الإسلامیة منها: العقل، والتوازن بین الثابت والمتغیر، ومنح
العلم والمعرفة قیمة حقیقیة، وصیاغة الأمة الوسط.
خلاصه ماشینی:
"العالمیة یبدو ولأول وهلة أن «العالمیة» الإسلامیة، تعنی من الناحیة الواقعیة: أن تکون الرسالة فی خطابها ومضمونها العقائدی والاجتماعی والسیاسی، مضمونا لا یخص جماعة من الناس دون أخری، ولا منطقة من الأرض دون غیرها، وهذا ما تکلفت به العقیدة الإلهیة والشریعة الإسلامیة التی جاء بها القرآن الکریم والنبی العظیم ـ صلی الله علیه وآله ـ ولکن هل یختص ذلک بالرسالة الإسلامیة وهل یمکن أن نقول بان ما جاء به سائر أولی العزم من الرسل مثل نوح وإبراهیم وموسی وعیسی ـ علیهم السلام ـ ، کان مختصا بجماعة دون أخری ؟!!
وهنا لابد أن أشیر إلی أن دور الدولة والإمامة فی منظار أهل البیت ـ علیه السلام ـ وموقفهم الخاص منها، وفی النظریة الإسلامیة بصورة عامة، فإن مذهب أهل البیت ـ علیهم السلام ـ یری بأن الإمامة من أصول النظریة والمذهب، وأنها لا یمکن أن تتعدد بحال من الأحوال، وهذا مما یمنح هذا المعلم من المنهج فی تحقیق عالمیة الإسلام عمقا وبعدا آخر جدیدا لا أجد مجالا للخوض فیه الآن، ولکن أهل البیت ـ علیه السلام ـ وموقعهم الخاص فی النظریة الإسلامیة الذی یلتزم به جمیع المسلمین، وکذلک عملهم ودورهم فی الحیاة الإسلامیة، کان ولا یزال یمثل أحد الضمانات الواقعیة المهمة للمحافظة علی بعد العالمیة فی الرسالة الإسلامیة ولاسیما موقفهم أمام المشکلات التی واجهتها هذه العالمیة ومعالجتها."