چکیده:
العالمیة والخاتمیة والخلود من أبرز صفات الرسالة الإسلامیة ، والعالمیة هی عدم
اختصاص الخطاب الدینی بجماعة معینة أو زمان ومکان محددین. وهی تعبیر عن مرحلة
تکاملیة فی مسیرة الرسالة الإلهیة وتتمیز عالمیة الإسلام عن بقیة الأدیان العالمیة
الإلهیة بالانتقال إلی مرحلة التطبق العملی وتثبیت الضمانات اللازمة لاستمرار
المشروع الحضاری الإسلامی واتساع نطاق الخطاب لیشمل البشریة جمعا .. وثمة مشاکل
أمام العالمیة کالنزعة القومیة واستبداد الکیان السیاسی والتمییز الطبقی والتجزئة
وتعتبر مدرسة آل البیت ـ علیهم السلام ـ رائدة فی مکافحة هذه المشاکل وإزالتها من
المجتمع.
والخاتمیة لا تعنی فقط انقطاع الوحی بل تعبر أیضا عن تطور فی الحیاة الإنسانیة وفی
المضمون الرسالی.
والخلود یعنی الاستمرار والبقاء والوراثة ، ونستطیع أن نجد معالمه فی العناصر
والأسس التی اعتمدتها الرسالة الإسلامیة ، منها : العقل ، والتوازن بین الثابت
والمتغیر ، ومنح العلم والمعرفة قیمة حقیقیة ، وصیاغة الأمة الوسط.
خلاصه ماشینی:
"4 ـ وعلی مستوی مشکلة الطبقیة السیاسیة والدینیة ، فإن أهل البیت ـ علیهم السلام ـ وإن کانوا یمتازون ـ بنظر المسلمین جمیعا ـ بوجوب حبهم ومودتهم ، وفی نظر أتباع أهل البیت ـ علیهم السلام ـ بأنهم أئمة الهدی المعصومون من الزلل والخطأ، وأنهم ثانی الثقلین والمرجع فی الدین بعد القرآن الکریم ، ولکنهم من الناحیة العملیة لم تکن هذه الامتیازات المعنویة العظیمة قد منحتهم أی تمییز طبقی مادی فی المجتمع الإسلامی ، بل کانت سببا للمزید من المحن والبلاء والأذی فی سبیل الله ، وقد کان لهذا السلوک الاجتماعی أثره الکبیر والعمیق علی أوساط العلماء وأهل المعرفة والدین ، بحیث أصبح أهل البیت ـ علیهم السلام ـ القدوة لهم فی ذلک.
ثالثا : التکامل فی المجتمع الإنسانی وتنظیم الحیاة الإنسانیة من خلال الدولة والنظام السیاسی الذی أصبح جزءا رئیسا ومکملا للرسالة ، بحیث ارتقت الرسالة بالأنظمة ـ التی تداربها شؤون الناس ، والتی یصدرها الحاکم الشرعی (الرسول والإمام) ـ إلی مستوی الحکم الشرعی الإلهی ، وقرنت طاعة الرسول بطاعة الله تعالی : ﴿من یطع الرسول فقد أطاع الله ﴾ وأصبحت مخالفة الرسول کفرا ونفاقا ومصیرها مصیر مخالفة الله تعالی وأصبح الإطار العام للحکم فی المجتمع الإسلامی هو الخلافة لرسول الله ، وتطبیق الحکم الشرعی."