خلاصه ماشینی:
"و لم یأت هذا الا تجاه الجماهیری للمسلمین فی کل مکان بشکل عفوی، و إنما شملته العنایة الإلهیة بعد أن وجدت الأرضیة المناسبة فیه نتیجة جهود المفکرین و المصلحین و الدعاة المخلصین،و کذلک نتیجة التضحیات الجسمیة التی قدمت علی مذبح العودة إلی الاسلام، فلو لا ذلک القلم و هذا الدم لا تأهلت الأمة لهذه النعمة الإلهیة الکبری،و لما رحنا نشهد عروش العملاء تهتز،و مضاجع الاستکبار العالمی تقض، و مجامع المفکرین الاستعمار بین تتعبأ للمواجهة الضخمة.
و من الجدیر بالذکر أن نتذکر الدور العظیم الذی قام به نجاح الئورة الاسلامیة المبارکة فی الأرض الأیرانیة المسلمة بقیادة الامام القائد الخمینی حفظه الله تعالی،فی مجال رفد عملیة العودة العالمیة إلی الا سلام و محو الکثیر من الأساطیر المعتشة فی الأذهان کأسطورة العالمین اللذین لا ثالث لهما،و أسطورة القوی العظمی التی لا تقهر، و أسطورة عدم قدرة الاسلام علی أن یحکم الحیاة، و غیرها مما أحیا الأمل و حرک العقیدة لتمتد فی العروق عافیة و فی الأوصال المظلمة نورا،و فی النفوس حماسا و فی القلوب شوقا للغد الاسلامی الأمثل.
و لسنا نزعم ان التغلغل الثقافی کان هو المقصود بالذات،ذلک أن الانسان الغربی لا یشعر به برغم دعواه بأنه ذو رسالة ثقافیة إنسانیة،و إنما هو ینطلق،کما أسلفنا،من حس استکباره،و حب تسلطه علی الشعوب، و بالتالی امتصاص وجودها و خیراتها،و آیة هذا المدعی ما نجده من آثار سیئة جدا لتلک الانطلاقة الغربیة نحو العالم المستضعف، و خصوصا نحو العالم الا سلامی،هذه الانطلاقة التی تمت فی إطار من الأیمان بالمادیة فی الواقع(و ان غطی الا تجاه المادی بستار مسیحی محرف)و کذلک فی إطار من إطلاق الحریة للنوازع الفردیة الجامحة لتعمل ما تشاء هو السیطرة الاقتصادیة و غیرها، و التغلغل الققافی یضمن بقاءها،بل موت الشخصیة الاسلامیة."