چکیده:
الأسلوبية هي منهج نقدي تتمحور حول معطيات علم اللغة العام والبلاغة، وهي تتبع للظواهر اللغوية في النص وتفسير للسمات الجمالية في العمل الأدبي ويبتني تحليلها على ثلاثة عناصر هي: النص، والمبدع، والمتلقي. تعدّ الأسلوبية إحدى تيّارات الدراسات الأدبية في العصر الحديث التي قد اهتمت في دراستها بالنص الأدبي بتناول قيم اللغة والبعد الدلالي لها، وقيم التركيب والبعد التعبيري فيها وتلمس القيم الجمالية والبعد التأثيري لها. وقد اتخذت هذه المقالة منهج الأسلوبية الوصفية أساسا في دراستها وتطرقت إلى دراسة الظواهر الأسلوبية الهامة في سورة الأنعام التي تعدّ من السور الطوال الّتي تتحدث عن العقيدة وتنشد بجميع ألفاظها وعباراتها وصورها نشيدا واحدا وهو وحدانية اللّه ( وحقانيته، معتمدة على المستوى البلاغي وتناولت بعد تبيين الأسس النظرية للبحث، الظواهر الأسلوبية من خلال أسلوبية التكرار، وأسلوبية التقديم والتأخير، وأسلوبية الاستفهام، وأسلوبية الالتفات، وأسلوبية الحوار. وصلت المقالة أخيراً إلى أن تكرار الظواهر الأسلوبية آية من الآيات الباهرة للوحدة العضوية والموضوعية في السورة المدروسة وأنّ التقديم والتأخير من الظواهر الأسلوبية البارزة فيها وأن الحوار الأسلوبي يعطي السورة جماليتها التصويرية واللغوية وهو أداة فنية لإنشاء العلاقة بين آيات السورة. والحق أنّ هذه الظواهر تتجسد في النقطة المركزية للسورة وهي الجدال بين الشرك والإيمان.
خلاصه ماشینی:
"وقد اتخذت هذه المقالة منهج الأسلوبیة الوصفیة أساسا فی دراستها وتطرقت إلی دراسة الظواهر الأسلوبیة الهامة فی سورة الأنعام التی تعد من السور الطوال التی تتحدث عن العقیدة وتنشد بجمیع ألفاظها وعباراتها وصورها نشیدا واحدا وهو وحدانیة الله ( وحقانیته، معتمدة علی المستوی البلاغی وتناولت بعد تبیین الأسس النظریة للبحث، الظواهر الأسلوبیة من خلال أسلوبیة التکرار، وأسلوبیة التقدیم والتأخیر، وأسلوبیة الاستفهام، وأسلوبیة الالتفات، وأسلوبیة الحوار.
وبما أن النقطة المرکزیة للنص فی السورة هی التوحید فتکرار بعض الألفاظ، کـ«الأرض» و«السموات» یدعو ذهن المتلقی إلی التدبر فی مظاهر خلقة الله ( والتفکر فی آیات وجود الله ( والمعاد ثم یأتی بعد هذه المتکررات تکرار لفظة الجلالة «الله» و«رب» مع تکرار صیغة الفعل «قل» وهذه المقاطع من الکلام تأمر بإطاعة الله ( وتنبه المتلقی علی حقیقة التوحید وینذره من یوم الدین وعذاب الآخرة وهذا ذروة تناسب الکلام والنص بالمتلقی والعنایة بالظروف الفکریة للمتلقی الذی هو منکر أو شاک فاستخدام مظاهر الطبیعة یکون کأدلة لبیان الحقائق الدینیة التی تلزم المخاطب وتدعوه إلی قبول الحق.
استخدم الله سبحانه وتعالی أسالیب الاستفهام فی الحوارات فی سورة الأنعام حتی یقوی المعنی ویؤکده للمتلقی المنکر أو الشاک واستخدم صیغة «أرأیتم» أو «أرأیتکم» فیها خلال الحوار کثیرا، ففی هذا الأسلوب نوع من التنبیة والأمر للتدبر فی حقانیة الله ( ورسوله ( وحقیقة البعث وفیه نوع من تحقیق الفعل الذی سأل الله تعالی عنه لأنه جاءت علی زنة الماضی، فالفعل الذی یقع فی المستقبل کأنه وقع فی الماضی وأخبر القرآن الکریم الکفار عن هذه الحقائق قائلا: (قل أرأیتکم إن أتاکم عذاب الله ..."