خلاصه ماشینی:
"و إلی هذا الکلی فی الأذهان و الجزئی المتشخص أشار صاحب المنظومة،السبزواری، قائلا:15 و الحصة الکلی مقیدا یجی تقید جزء و قید خارجی للشیء غیر الکون فی الأعیان کون بنفسه لدی الأذهان علی أن الفکر الوجودی الالحادی،فی سبیل الوصول إلی مآربه الالحادیة،یری أنه لیست هناک ماهیة محددة للانسان،و تحدید الماهیة السابقة للانسان هو الذی ورط الفلاسفة الوجودیین فی مسألة الالحاد،و ذلک لقولهم إن الانسان هو الذی یحدد ماهیته!!و معلوم أن هذا التورط الفلسفی الشنیع لا یمکن أن یحبیب عنه الوجودیة اجابة برهانیة قائمة علی الدلیل العلمی أو الفلسفی،فإذا کانت الماهیة هی عبارة عن التشخص و التعین،فلنا أن نسأل سارتر و غیره من فلاسفة الالحاد الوجودی:من الذی یقوم بعملیة التشخیص و التعیین و التحدید؟فإذا کان جوابهم:هو الانسان نفسه الذی یقوم بهذا الأمر،کان ذلک مدعاة للسخریة و الوهم المضحک، دون التفکر الجاد فی استلزام الجواب العلمی الدقیق.
بید أن سارتر لا یبدو قد فهم الماهیة و الطبیعة الانسانیة علی مقولة الفلاسفة و أهل الحکمة،و قد تساءلنا من قبل مع سارتر و رغبته الجامحة فی أن یکون الانسان هو صانع ماهیته بیده، و قلنا هل إن الانسان یباشر هذه الصناعة و ذاک الفعل علی مستوی الفاعل بالقصد،أم بالرضا،أم الفاعل بالعنایة و التسخیر؟و قد بینا الفوارق اللازمة و کیف أن التداخل الحاصل فی مفهوم الفواعل تلک هو الذی یقود إلی الخلط و التشویش الذی مارسته الوجودیة الملحدة فیمای تعلق بالفاعل بالعنایة أو بالتسخیر أو بالقصد أو بالرضا،بعد أن استبعد الفاعل بالقسر لاعتبارات لا تتناسب و الفاعل بالاختیار،لما ثبت فی محله من الفلسفة الاسلامیة، ذلک لأن الارادة و الاختیار کیف نفسانی،و الکیف النفسانی ماهیة ممکنة،و الباری جل و علا منزه عن الماهیة و الامکان،و الممکن معلول و متسلسل العلل حتی تصل إلی العلة الواجبة المطلقة،و هی ذات الواجب تعالی."