خلاصه ماشینی:
"لکی نسلم بأن الثورة الإیرانیة هی ثورة إسلامیة،علینا أن نطرح السؤال حول القیم المتعلقة و المرتبطة بهذه الصفة،و أن نسعی للتعرف علی کیفیة تحقیق هذه القیم و إخراجها من القوة إلی الفعل من قبل الإمام و حرکته:فما هی تلک التی تشکل بمجموعتها«الغایة الإسلامیة المطلقة»و«الدافع الإلهی»التی تحدث عنها الإمام و نادی بوجوب تحقیقها؟ نحن نعلم بأن للإسلام-کما فی الأدیان التی سبقته و التی انبثقت اعتبارا من إبراهیم(ع)-منظورا أساسا،هو المنظور الغائی (أی أن کل شیء یسیر الی غایة محددة له مسبقا)لذلک فإننا سنبحث قبل کل شیء فی أقوال الإمام عن الغایة من بعث الأنبیاء و إرسال الرسالات السماویة،و من ذلک عن الغایة من الثورة و الحکومة الاسلامیة؛ثم یجب أن نتوقف حول معنی البعثة و الرسالة بصفتها دعوة إلهیة محفزة علی بذل الجهد لتحقیق تلک الغایة و الهدف السامی بذلک سنستطیع عرض بعض وسائل أو مراحل تحقیق هذه الغایة.
ففی هذا الخصوص و خلال فترة إبعاده إلی العراق،ألقی الإمام خطبة خلقیة رائعة فی طلبة الحوزة العلمیة فی النجف،جمعت فیما بعد فی کتیب تحت عنوان«الجهاد الأکبر» نقتطف منه هذه الفقرات،حیث یقول تحت عنوان«التربیة و التعلم أمران لا ینفصلان»: «إن العلوم التی تدرسونها لیست فی الواقع إلا مقدمة للحصول علی مستوی خلقی رفیع،فحاذروا أن تظلوا إلی آخر عمرکم منشغلین بالمقدمة دون أن تحصلوا علی النتیجة.
یمکن لبعضنا أن یتساءل عن العلاقة الموجودة بین هذا الهدف السامی و الغایة المطلقة-التی تبدو و کأنها لا تتعلق إلا بالعبد و ربه- و ثورة أو حکومة،حیث الغایة الظاهرة منها لیس إلا هدفا إجتماعیا؟ و حتی نفهم ذلک یجب أن نعتبر تحقیق التکامل الروحی ثورة فی حد ذاتها تمکن الإنسان من تشکیل حکومة فی داخله و فی أعماق ذاته لتنفیذ أوامر الله تعالی."