خلاصه ماشینی:
"مقدمة إن هذا البحث تملیه ظروف وأحداث تمر بها الأمة العربیة والإسلامیة حیث یخطط الأعداء للنیل من وحدة أبناء الأمة، وقوتهم واستقرارهم، بزرع الفتن والشقاق، ونشر التنازع والإقتتال، ولا یخفی علی الغیور علی دینه ومجتمعه أن قوی الإستعمار والإحتلال والغطرسة الصهیوأمریکیة تعمل تحت عناوین: "العولمة" و "الشرق الأوسط الجدید أو الکبیر" و "حریة الأقلیات" و "الحریات الدینیة"؛ ولکن هذه العناوین جمیعا تعمل لمقصد واحد هو تفتیت المسلمین وأوطانهم إلی کیانات طائفیة ومذهبیة وعرقیة یتمکنون من السیطرة علیها.
فبینما الناس علی ذلک الماء وردت واردة الناس، ومع عمر بن الخطاب أجیر له من بنی غفار یقال له: جهجاه بن سعید، یقود له فرسه، فازدحم جهجاه وسنان الجهنی حلیف بنی عوف بن الخزرج علی الماء، فاقتتلا، فصرخ الجهنی: یا معشر الأنصار، وصرخ جهجاه: یا معشر المهاجرین، فغضب عبدالله بن أبی بن سلول، وعنده رهط من قومه، فیهم زید بن أرقم غلام حدیث السن، فقال: أقد فعلوها، قد نافرونا وکاثرونا فی بلادنا، والله ما عدونا وجلابیب قریش ما قال القائل: سمن کلبک یأکلک؛ أما والله لئن رجعنا إلی المدینة لیخرجن الأعز منها الأذل.
"[iv] إن غزوة بنی المصطلق وما حصل بعدها تحمل مجموعة عبر ولطائف هی: 1- الغزوة حصلت عندما تجمع القوم عند ماء المریسیع، فالماء یعد المرفق الاقتصادی الأهم فی المناطق الصحراویة، وبعد هزیمة بنی المصطلق حصل ما حصل لأن الناس تدافعوا طلبا للماء، وهذا درس مهم فی أمر الحروب والمقاومة حیث یجب أن یکون الاقتصاد فی الحساب مما یقود إلی ضرورة اعتماد الأسالیب الوافیة بتجفیف منابع اقتصاد العدو، وفی أیامنا هذه مقاطعة بضائع الأعداء وفرض الحصار علیهم، فإضعاف الاقتصاد یؤدی إلی إضعاف الإمکانات، ومنها الجانب العسکری."