خلاصه ماشینی:
"فلم تعد العقلیة التقلیدیة للتفکیر العقائدی قادرة علی مواجهة هذه الاخطار و الحملات التخریبیة و معالجة الآثار السلبیة التی خلفتها عملیة التزییف العقائدی علی حرکة الفرد و المجتمع، و شوهت بها ملامح النظام و الحکم الاسلامی،الامر الذی ادی الی ظهور آراء مضادة کرد فعل طبیعی للوضع السیاسی و الاجتماعی و الثقافی السیئ المدعم برؤیة فکریة،مثل المعتزلة التی ظهرت کمعادل موضوعی لتیارات الجبر التی اخذت تنقش مفاهیمها و آراءها بقوة فی منظومة الفکر الاسلامی.
و لا نرید هنا أن نتعرض لعملیة استدلال نقلی أو عقلی لمناقشة آراء الاشاعرة أو غیرهم،و انما المقصود استکشاف الابعاد و الدلالات و الاثار السلبیة التی خلفتها الثقافة التبریریة الممتدة الجذور،علی حرکة الفرد و المجتمع الاسلامی و هو یخوض صراعه المریر لاثبات الهویة و بلورة الانتماء،و ما نجم عن هذه الآراء من عملیات تغییب و غیاب حضاری فی ظل الغزو الاوربی لبلاد المسلمین و الانظمة الحاکمة التی مارست عملیة استکمال الغزو.
للکون و الحیاة و المجتمع أثر کبیر فی ترسیخ أقدام الحملة الثقافیة التی رافقت الاستعمار الغربی لبلاد المسلمین،حیث تراجعت هذه الثقافة المدعی انها اسلامیة أمام التطور الحاصل فی مجالی الفکر و التکنو لوجیا،و أحدثت منطقة فراغ هائلة فی الثقافة الاسلامیة مما أدی بکثیر من أبناء المجتمع الاسلامی الی الخضوع و التبعیة لهذه الثقافة الغازیة،و وصف السید الشهید الصدر عملیة تأثر العالم الاسلامی بالثقافة الغازیة بتحویل الامامة الفکریة نحو الانسان الاوربی قائلا:أخذ العالم الاسلامی ینفتح علی حیاة الانسان الاوربی و یذعن لامامته الفکریة و قیادته لموکب الحضارة بدلا عن إیمانه برسالته الاصیلة و قیمومتها علی الحیاة البشریة8."