خلاصه ماشینی:
"وأما اعتراضهم علی تنظیف الحرم الشریف وتطهیره من الأحجار والطین وما إلی ذلک، فإن کان اعتراضهم هذا بسبب خوفهم من دخول الحیوانات والدواب إلی المسجد الحرام وهتکها لقدسیة الحرم، فإنه کذلک غیر صحیح؛ لأن تلک الأحجار والطین لا یمکن نقلها خارج الحرم الشریف إلا بواسطة تلک الدواب کما فصلناه أعلاه، وأن تلک الحیوانات تقوم بهذه العملیة فی حوالی (30 ـ 40) ألف مرة کل یوم وهو ما یصعب علی الانسان تنفیذه ولو بمصاریف باهظة، وقد تطول مدة التطهیر إلی (5) أو (6) سنوات مما سیؤدی إلی حرمان الحجاج فی تلک الفترة من الطواف وأداء مراسم الحج علی النحو المطلوب، ولذا لا یمکن حتی للجاهل قبول ذلک أو تجویزه، وبما أنه یجوز إحاطة الکعبة المشرفة بالجدران الخشبیة، وتنظیف الأماکن المهمة وأداء التعظیمات الواجبة، حسب الفتاوی التی ذکرت فی آخر هذه المقالة.
فتوصلوا إلی أن الجدران التی لم تتهدم وسقف الدار الشریف قد أصابها التهرؤ والفساد فخاطبوا الحضور قائلین أن أبنیة هذه البقعة الشریفة قد تحرکت وتزحزحت عن موضعها الأصلی، وها نحن نخبرکم بأن لا تتهمونا بالتقصیر والإهمال وإخفاء الحقیقة عنکم، وقد قلنا ذلک من قبل أمام فقهاء المذاهب الأربعة وقاضی أفندی وجمیع الأشراف والأعیان فی البلدة، وها نحن نکرر ذلک مرة أخری أنه لا یجوز تعمیر جزء من بیت الله الحرام والاقتصار علی ذلک؛ لأن جمیع أرکان وجدران البیت الشریف آئلة للتهدم والسقوط فی أی وقت؛ لذا فإن تجدید کل أجزاء البیت العظیم واجب وحتمی، وقدموا أدلتهم لإثبات ادعاءاتهم أمام جمیع المسلمین الحاضرین، وقد وافق الحضور علی تلک التصریحات، وذلک لإسکات محمد علی بن علان الذی کان ضمن العلماء الذین اعترضوا من قبل، ذلک ان (ابن علان) لم یجز تهدیم جدران البیت ما دامت لم تسقط بعد، واستطاع بهذه الفریة خداع مجموعة من الناس وحرضهم علی منع المهندسین والمشتغلین من تهدیم الجدران، التی أصابها السیل وتهرأت بسبب ذلک لمجرد أنها لم تسقط فعلا."