خلاصه ماشینی:
"و ما یلفت النظر فی هذه الأ جواء السامة هو التطور المذهل والباهر للأوساط العلمیة دون فی مجال التدبیر و التخطیط للشؤون التربویة و العلوم النفسیة و المناهج الأمنیة،غیر أن الأمر یزداد یوما بعد یوم یوم توترا و خطورة فاتخاذ الأسالیب الغربیة إذا و التمسک العشوائی بمعطیاتها الفکریة و الحضاریة فی معظم شؤون الحیاة،لیس حلا،بل وحلا،و لا مشیدا بل مهدما،ولن یعالج أیة معضلة من المعضلات،بل یزیدها تفاقما،و الأحکام و التوجیهات التی تقدمها المکاتب السماویة لبناء المجتمع الإنسانی المثالی-بما فیها من شمولیة تامة و ضمانة وثیقة غیر أرضیة-تصلح تماما لانتشال إنسان القرن العشرین من هوات الانحراف والجهل والغرائز الطاغیة فإذا أمعناالنظر فی متطلبات الاقتحام الناجح للعقبات و الحواجز الواقعة فی طریق التوصل الی المدینة الفاضلة نجد بوضوح أنها تنطبق تماما علی ما أکدته الأدیان الألهیة قبل قرون،و لکن عالم ایوم یعد التقید و الالتزام بالوصایا الدینیة رجعیة و تخلفا عن عالم التطور و التحدیث،و یسم الملتزم بها بالبعد عن الثقافة و الحضارة،و الحقیقة أن هذه الرؤیة ناجمة عن تجاهل دور الدین الفاعل و برامجه الاجتماعیة،و تحدیده بالشؤون المعنویة و الأخرویة."