خلاصه ماشینی:
"نعم یمکننا القول وبأیمان راسخ أن الباحث فی الحضارات البشریة یشاهد بأم بصره وبملء بصیرته عظمة آثار الحضارة الاسلامیة وما قدمته للبشریة من المعنویات الإنسانیة، بحیث لایتمکن الباحث أن یجد علی وجه البسیطة شریعة أو مذهبا أو معتقدا أکثر انسانیة منها.
لقد شملت الحضارة الاسلامیة کافة نواحی الحیاة البشریة وجعلت الإنسان کائنا ذا مکانة وقدر واعتبار وقیمة سامیة متعالیة.
کما أن التوجه والإهتمام الخاص بالعلم والمعرفة یعتبر بمثابة أکبر وسیلة تأخذ بیدالإنسان الی أسمی درجات الاقتدار والسؤدد وتعد إحدی المؤشرات الإساسیة للتمدن، أو بعبارة أخری، تعتبر عنوانا ممیزا للحضارة الاسلامیة عن باقی الحضارات الإنسانیة الأخری.
نعم کان شعارنا فی التعلیم منذغابر الأیام واقدم الأعصار الی یومنا هذا «المقتدر من کان عالما» وهذا هو عین الحقیقة، تلک الحقیقة التی استولت علی القسط الأکبر والنصیب الاعظم فی نمو وازدهار وتقدم الحضارة الاسلامیة کما شملت العنایة الفائقة العلماء و المبتکرین والمبدعین والمخترعین الذین أوجدوا بابتکاراتهم واعمالهم الخارقة المجال المطلوب للأزدهار والتقدم والسؤدد والإقتدار."