خلاصه ماشینی:
"ولان موضوعه غیر واضح الملامح فی مدوناته المعروفة بسبب اختلاف النظرة إلی واقعه التی تتلخص فی فروقها بالاجابة عن التساؤلات التالیة: هل هذا العلم یبحث فی الادلة مطلقا؟ أو هو یبحث فی خصوص أدلة الفقه، وبشکل عام، أی بما یشمل الامارات والاصول ایضا؟ أو أنه یختص ببحث الادلة الاربعة: الکتاب والسنة والاجماع والعقل؟ أو أنه لا موضوع خاصا له، وإنما یبحث فی مسائل شتی، تلتقی تحت سقف غرض واحد، هو القاسم المشترک لها، والقدر الجامع بینها، وذلک الغرض هو الوصول إلی الحکم الشرعی أو ما یقوم مقامه من وظائف عقلیة؟ بسبب هذا جاءت تعریفاته ـ هی الاخری ـ مختلفة أیضا، وکأمثلة لهذا: قال السید المرتضی، (المتوفی سنة 436هـ) فی (الذریعة): «إن الکلام فی اصول الفقه إنما هو فی الحقیقة کلام فی أدلة الفقه».
ویختصره استاذنا الشهید الصدر(قدس سره) فی (الحلقة الثالثة) بما هو أکثر دقة وأبعد عن المآخذ التی سجلت علی تعریف صاحب القوانین بقوله: «علم الاصول: هو العلم بالعناصر المشترکة لاستنباط جعل شرعی»، ذلک أن (العناصر المشترکة) تشمل کل ما له دخل مباشر فی عملیة الاستنباط الفقهی، من الظواهر اللغویة الاجتماعیة العامة، والمدرکات العقلیة الاجتماعیة العامة.
ولنأخذ مثالا آخر: (لزوم الامر بالشیء النهی عن ضده)، إن هذه القضیة تبحث فی علم اصول الفقه کظاهرة اجتماعیة عامة لکل مجتمعات البشر، فما یدرکه العقل ـ هنا ـ أو ما علیه سیرة العقلاء فی هذه القضیة مما یتوصل إلیه البحث الاصولی من نتیجة، سلبا أو إیجابا، تعد ظاهرة عامة لکل المجتمعات البشریة."