خلاصه ماشینی:
"إذا نظرنا إلی واقعة عاشوراء و أحداث کربلاء ، مع أنها ساحة قتال وسیف وقتل ، نری الحسین(علیه السلام) یتکلم ویتعامل بلسان الحب والرضا والعرفان مع الله تعالی ، وفی آخر المعرکة حیث وضع خده المبارک علی تراب کربلاء اللاهبة نراه یقول : «إلهی رضا بقضائک وتسلیما لامرک» ، وکذا حین خروجه من مکة یقول : «من کان باذلا فینا مهجته ، وموطنا علی لقاء الله نفسه ، فلیرحل معنا» .
القضیة التی أروم الاشارة إلیها هی أنه یمکن القول قطعا إن معالم الاندفاع المعنوی ، والعرفان ، والابتهال إلی الله ، والفناء فیه ، وعدم رؤیة الذات أمام إرادته المقدسة ، هی التی أضفت علی واقعة کربلاء هذا الجلال والعظمة والخلود ، أو بعبارة أخری إن البعد الاول ، أی بعد الجهاد والشهادة ، جاء حصیلة ونتاجا للبعد الثانی ، أی نفس تلک الروح العرفانیة والمعنویة التی یفتقر إلیها الکثیر من المؤمنین ممن یجاهدون وینالون الشهادة بکل ما لها من کرامة .
ذوو التدبیر من الاعداء لا خصومة لهم مع شخص ، ومعنی هذا أن الجبهة المعادیة قد تعلمت أنه متی ما عجزت عن مجابهة حرکة عظمی، کالثورة الاسلامیة ، ونفدت طاقتها دون المجابهة وجها لوجه ، فعلیها أن تنسحب علی وجه السرعة ، وتتواری خلف خندق المواجهة ریثما تؤاتیها الفرصة ; وقد مارست هذه اللعبة تقریبا مع جمیع الثورات التی وقعت فی القرن العشرین .
وما تأکیدی علی الجوانب المعنویة فی لقائی مع الاخوة اعضاء الحرس الثوری ، ومع الشرائح الثوریة ، ومع الاخوة والاخوات الذین یضطلعون بمسؤولیات خطیرة فی مختلف القطاعات ، إلا لان هذا التوجه والابتهال إلی الله والاتصال القلبی به ، کفیل باقتدار ورسوخ القوی التی ترید تحدی ومقاومة تلک الجبهة ."