خلاصه ماشینی:
"ومن الاحادیث الصحیحة سندا الدالة علی سعة الوقت ، بمعنی قبول التوبة متی ما وقعت قبل ساعة الموت ، وإن کانت هی من الواجبات الفوریة ، ما ورد عن محمد بن مسلم ، عن الباقر(علیه السلام) : "یا محمد بن مسلم ذنوب المؤمن إذا تاب منها مغفورة له ، فلیعمل المؤمن لما یستأنف بعد التوبة والمغفرة ، أما والله إنها لیست إلا لاهل الایمان ، قلت : فإن عاد بعد التوبة والاستغفار من الذنوب وعاد فی التوبة ؟ قال : یا محمد ابن مسلم أتری العبد المؤمن یندم علی ذنبه ویستغفر منه ویتوب ثم لا یقبل الله توبته ؟ !
الثانی ـ أن فتح باب التوبة لم یکن یعنی : أن التائب لا یستحق العقاب علی معصیته ، فإن العاصی خالف الحق ، ومخالف الحق یستحق الجزاء ولو تاب ، وذلک من قبیل ما لو أن أحدا قتل ابنک ، ثم تندم علی ما فعل وتاب لم تسقط توبته حق قصاصک علیه ، فکذلک من خالف حق الرب تبارک وتعالی فاستحق العقاب لا یسقط بتوبته استحقاقه للعقاب ، وإنما یعنی فتح باب التوبة : أن الله ـ تعالی ـ یرید تطهیر روحک ، وتنظیف قلبک من الدنس الذی تدنست به بسبب المعصیة ، وجعل العقاب رحمة بک ; کی یؤدی إلی أن تحرق روحک بنار التوبة قبل نار جنهم ، فإذا تبت فقد طهرت من الدنس ، ورجعت إلی الفطرة الصافیة ، وکان هذا هو المقصود لله سبحانه ، فیقبل توبتک ; لان التوبة تعنی : التحول والانقلاب الحقیقیین فی واقع نفسک ، وهذا لا یکون حینما تکون التوبة نتیجة رؤیة البأس والهلاک ; إذ عندئذ یندم الانسان لما یری أمامه من العذاب الفعلی ، وهذا لا یعنی حصول التحول والانقلاب الحقیقیین فی نفسه ورجوع الصفاء والطهارة إلیه ."