خلاصه ماشینی:
"وإن صحة هذا الادعاء تبدو واضحة تماما من خلال تصریحاتهم المنطویة علی الغرور والاستعلاء طوال الاعوام الاخیرة ـ والتی یصفون هم أنفسهم بعضها بأنها کانت متعجلة ـ وهذه التصریحات التی تبدو محسوبة أحیانا تشیر إلی أنهم قد أعدوا مشروعا کالذی نفذوه لاسقاط الاتحاد السوفیتی السابق ولکن بالشکل الذی یتناسب مع طبیعة الاوضاع فی إیران ، لاسقاط هذا النظام بزعمهم ، ولکنهم قد ارتکبوا العدید من الاخطاء ، وهذا من الالطاف الالهیة .
فقبل غورباتشوف کانوا یتنکرون بشدة لکل ما قد یحدث فی الاتحا السوفیتی من خطوات موفقة ویشنون علیها الهجمات الاعلامیة الشرسة ، ولکن الحال تغیر فجأة مع غورباتشوف ، ولقد کان هذا الترحاب الغربی الشدید المنطوی علی التشجیع هو الخدعة التی انطلت علی غورباتشوف ، إننی لا أستطیع الزعم بأن أجهزة الاستخبارات الغربیة أو الامیرکیة هی التی جاءت بغورباتشوف إلی سدة الحکم ـ کما یدعی البعض فی أنحاء العالم ـ لاننی حقیقة لا أملک أدلة علی ذلک ، ولم یطرق سمعی أیضا خبر من وراء الستار ، ولکن الشیء المسلم به هو أن الترحاب والانبساط والرضا والاحترام والتبجیل والتشجیع والتقدیر من قبل الغربیین هو الذی خدع غورباتشوف .
لقد شخص إمامنا العظیم ، بکل ما کان علیه من وعی هذا الضعف فی التجربة السوفیتیة ، وذکرهم بها فی رسالته إلی غورباتشوف ; فکتب یقول : إنکم لو أردتم التغلب علی المعضلات المحیرة فی الاقتصاد الاشتراکی والشیوعی بالاعتماد علی الرأسمالیة الغربیة ، فإنه لابد للاخرین من أن یأتوا لاصلاح أخطائکم أنتم فضلا عن فشلکم فی علاج أدواء مجتمعکم ، وذلک لانه إذا کانت الشیوعیة قد وصلت إلی طریق مغلق فی أسالیبها الاقتصادیة والاجتماعیة ; فإن العالم الغربی یعانی من نفس هذه المشکلة وسواها ولکن بشکل آخر ."