خلاصه ماشینی:
"ولیس ذلک شأن القرآن فقط ، فإن النعمة تنزل من عند الله علی الناس ، فیکون مردودها علی نفوس الظالمین الطغیان والبطر (إن الإنسان لیطغی أن رآه استغنی) (ألهاکم التکاثر حتی زرتم المقابر) وینزل الابتلاء علی النفوس الضعیفة ، فیکون مردوده الیأس والجزع ، وهذا وذاک مردودان سلبیان .
إن مصیبة الإنسان فی علاقته بالله أنه لا یعی هذه الحقیقة التی یجلیها القرآن ویؤکدها : (وما بکم من نعمة فمن الله) ولا یعرف الله إلا إذا مسه الضر ، فإذا عرف (وما بکم من نعمة فمن الله) لم ینفک عن الإحساس بالفقر والحاجة إلی الله فی کل حالاته ، ولم ینفک عن الجؤار والتضرع إلی الله فی حال من الأحوال ، تیسرت له الأسباب أم تقطعت به الأسباب .
5 ـ النسیان : یقول تعالی : (ثم إذا خوله نعمة نسی ما کان یدعو إلیه من قبل) [38] ، إن النعمة تلهی الإنسان وتنسیه حاجته ودعاءه من قبل ، وإن النسیان أسرع شیء إلی نفوس الغافلین عندما یکشف الله الضر عنهم : (فلما کشفنا عنه ضره مر کأن لم یدعنا إلی ضر مسه) [39] .
بین النفس والعمل : وفی ختام البحث عن هذه الآیة الکریمة نطرح السؤال التالی فی العلاقة بین العمل والنفس الإنسانیة : إذا کانت النفس الإنسانیة هی أساس العمل ، والعمل ثمرة النفس ، سواء کان العمل طیبا أم خبیثا ، فإن الطیب لا یصدر إلا عن النفوس الطیبة والخبیث لا یصدر إلا عن النفوس الخبیثة ، وإذا عرفنا أن مآل الطیب هو الله ، وکل طیب یرجع لا محالة إلی الله ومآل الخبیث إلی نار جهنم : (ویجعل الخبیث بعضه علی بعض فیرکمه جمیعا فیجعله فی جهنم) [56] ."