خلاصه ماشینی:
"ولعل أکبر دلیل علی أن الإسلام قد اعتبر المرأة ـ منذ البدایة ـ إنسانا عاقلا ذا مسؤولیة أمام الله وأمام المجتمع، وأن القرآن الکریم لم یفرق بین الرجل والمرأة فی العبادات، وفی والأجر والثواب، کما جاء فی الآیة الکریمة: ﴿و من یعمل من الصالحات من ذکر أو أنثی و هو مؤمن فأولئک یدخلون الجنة و لا یظلمون نقیرا﴾([13]).
کما أن الإسلام حمل المرأة رسالة اجتماعیة، وجعل لها دورا فعالا واضحا داخل المجتمع، ولیس فقط داخل أسرتها الصغیرة؛ حیث یأمر الله سبحانه وتعالی فی الآیة التالیة کلا من الرجل والمرأة بتأدیة دورهما الاجتماعی، وهو الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر بین الناس جمیعا رجالا ونساء، ولم یخص المرأة بمجال محدود فقط فیم یختص بأمور النساء والأولاد، بل جعل المجال أمامها مفتوحا مثلها مثل الرجل، مثلما جاء فی الآیة الکریمة: ﴿والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولیاء بعض یأمرون بالمعروف وینهون عن المنکر ویقیمون الصلاة ویؤتون الزکاة ویطیعون الله ورسوله...
ولقد أثارت الفقرة الأخیرة من هذه المادة (دون تفرقة بین الرجال والنساء) جدلا کثیرا بین الباحثین المسلمین والعاملین فی مجال حقوق الإنسان من المسلمین وغیر المسلمین؛ حیث یجد المؤیدون للمساواة بین الرجل والمرأة فی الإسلام أن هذه الفقرة من المادة الثانیة للمیثاق العالمی لحقوق الإنسان لا تتعارض مع التعالیم الإسلامیة علی ضوء الآیة الکریمة: ﴿و لهن مثل الذی علیهن بالمعروف...
﴾ ([30])وتأکیدا للحدیث الشریف: <النساء شقائق الرجال>([31])، وهذا إقرار بالمساواة وعدم التفرقة بین الرجال والنساء، بینما المعترضون علی ذلک یجدون أن الإسلام أوجد تفرقة بین الرجال والنساء فیما یتعلق بالمیراث والشهادة، حیث إن نصیب المرأة فی المیراث نصف نصیب الرجل، تطبیقا للآیة الکریمة: ﴿یوصیکم الله فی أولادکم للذکر مثل حظ الأنثیین﴾([32])."