خلاصه ماشینی:
"وهذا ما جعل رجال الدین والفرق الإسلامیة اللبنانیة ینظرون إلی الجمهوریة الإسلامیة کسند لهم وضمان، ویرون فیها بارقة أمل إزاء هذا الواقع المظلم؛ کما أنه جعل حزب الله ـ فی بدایات تأسیسه ـ یری فی دعم الجمهوریة الإسلامیة وتأییدها فرصة تقرب من إمکانیة تحقیقه لقضایاه وأهدافه، ومن أبرز مظاهر هذا الدعم والتأیید: إرسال قوات من الحرس الثوری إلی لبنان بعد الاجتیاح الإسرائیلی لأراضیه، من أجل العمل علی تدریب الشباب اللبنانیین الراغبین فی سلوک طریق الجهاد والمقاومة؛ وتقدیم وجوه المساعدات المختلفة للبنان لحمایة مقاومته؛ والمشارکة فی تأمین کافة احتیاجاتها الاجتماعیة اللازمة لها.
علی إثر الاجتیاح العسکری الإسرائیلی للبنان فی عام 1982م، وبعد أن فشلت کافة المبادرات والحلول السلمیة التی تهدف إلی تفعیل عملیة السلام مع إسرائیل، أو التواصل مع أمریکا، فقد تمتع مبدأ القتال والمواجهة ضد الظلم بتأیید واسع فی الشارع الإیرانی، الأمر الذی عزز ـ کما أسلفنا ـ من الإحساس بضرورة دمج التشکلات الشیعیة اللبنانیة الصغیرة فی تشکیل واحد موحد، أطلق علیه اسم: حزب الله ـ لبنان، وقد أبدت هذه التشکلات میلا واستعدادا لتقبل تعالیم الثورة الإسلامیة وقیمها.
بل إن الکثیر مما جاء فی بیانات الحزب وخطابات قادته یدل دلالة أکیدة علی هذا التأثر، وعلی أن الحزب کان یستعیر ویستعمل نفس المفردات السیاسیة التی کان الإمام الخمینی) یستفید منها ویروج لها، فها هو حزب الله عندما یتحدث عن المسلمین والشعوب الضعیفة فی العالم یطلق علیهم اسم: المستضعفون؛ وعندما یتحدث عن أمریکا أو الاتحاد السوفیاتی السابق، یسمیهم: الاستکبار العالمی؛ کما یعبر عن إسرائیل الغاصبة بأنها: غدة سرطانیة؛ مضافا إلی اعتباره أن الوحدة الإسلامیة هی السبیل الوحید لمقارعة أعداء الله وأعداء دینه، وحرصه علی الدعوة والسعی إلی تحریر القدس، واعتبار أن الطریق إلی القدس لا بد وأن تمر بکربلاء الحسین%."