خلاصه ماشینی:
"علی أن التشکیک فی اتصال المعنعن ، قد حکم ببطلانه القدماء السابقون علی الخطیب : مثل مسلم بن الحجاج القشیری (ت 261ه ) الذی نقل فی مقدمة کتابه عمن نسب إلیه «سوء الرویة» قوله : إن کل إسناد لحدیث فیه «فلان عن فلان» وقد أحاط [أهل] العلم بأنهما قد کانا فی عصر واحد ، وجائز أن یکون الحدیث الذی روی الراوی عمن روی عنه قد سمعه منه وشافهه به ، غیر أنه لا نعلم له منه سـماعا ، ولم نجد فی شیء من الروایات أنهما التقیا قط أو تشافها بحدیث : أن الحجة لا تقوم عنده بکل خبر جاء هذا المجـیء (3) .
وقال السید أیضا : وأما الحدیث ، فإلیه تشد الرحال ، وبه یبلغ رجاله غایة الآمال ، وله من الکتب الأربعة التی هی أعظم کتب الحدیث منزلة ، وأکثرها منفعة کتاب «التهذیب» وکتاب «الاستبصار» ولهما المزیة الظاهرة باستقصاء ما یتعلق بالفروع من الأخبار ، خصوصا «التهذیب» ، فإنه کاف للفقیـه فی ما یبتـغیه ، من روایات الأحکام ، مغـنیا عما سـواه فی الغـالب ، ولا یغنی عنه غیره فی هذا المرام ، مضافا إلی ما اشتمل علیه الکتابان من الفقه والاستدلال ، والتنبیه علی الأصول والرجال ، والتوفیق بین الأخبار ، والجمع بینها بشاهد النقل والاعتبار (2) .
وقال السید أیضا : إن العنعنة تقتضی عدم اتصال السند بین الراوی والمروی عنه ، لما فی دلالة لفظة عن من المجاوزة ، فمعنی «فلان عن فلان» : أن الکلام قد تجاوز الثانی إلی الأول ، ولم یثبت اتصاله بالثانی ، فقد یکون متصلا إذا ثبت من غیر طریق هذا اللفظ ، مثل قوله : «أخبرنی» أو «حدثنی» أو «أنبأنی» أو «قال لی» ومع عدم هذه ، فکلمة عن أعم من الاتصال وعدمه (2) ."