خلاصه ماشینی:
"مساعدة هذه الأصناف بالمال من مقومات المدنیة ، وإهمال شأنهم خروج عن الإنسانیة ، وفی القیام بهذا العمل ( إیتاء الزکاة ) من المنافع للأمة التی یعز المزکی بعزها ویذل بذلها ویسعد بسعادتها ویشقی بشقائها ، ما یبعث العاقل الفاضل علیه لأجل منافعه وفوائده ، ولو لم یکن مکلفا به ممن خلقه وأفاض علیه نعمة المال من فضله وکرمه , إلا أنها الشهوات ترجح عند سفهاء الأحلام علی ما یطلبه العقل ، ویبعث علیه حب الشرف والفضیلة ، فاحتاج الإنسان لسائق آخر یسوقه إلی هذا العمل الشریف النافع ، وهو سائق الدین الذی یعده علی فعله بنعیم أعلی ورضوان من الله أکبر ویوعده علی ترکه بالعذاب الألیم : { والذین یکنزون الذهب والفضة ولا ینفقونها فی سبیل الله فبشرهم بعذاب ألیم * یوم یحمی علیها فی نار جهنم فتکوی بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما کنزتم لأنفسکم فذوقوا ما کنتم تکنزون} ( التوبة : 34-35 ) وإن من لا یبالی بالمنافع القومیة والمصالح الملیة ، ولا یکترث بالشرف والفضائل الإنسانیة ، ولا یجب داعی الحضرة الإلهیة ، ویبخل بجزء من ماله علی سعادته الدنیویة والأخرویة - لجدیر بالعذاب المهین ولعنة الله الملائکة والناس أجمعین ، ومن یقرأ أو تقرأ علیه الآیات الناطقة بأن الله جعل له المال فتنة لیظهر به صدقه فی دعوی الإیمان من کذبه ، وبأن الله اشتری منه ماله ونفسه بأن له الجنة إذا هو بذلهما فی سبیل الحق ، وبأن من یمنع الحق المفروض فی ماله له العذاب الألیم المشروح فی الآیة الکریمة ، ویلاحظ مع هذا أن أعمال الإنسان تنبعث عن اعتقاداته الجازمة بمنفعتها أو مضرة ترکها ، ثم یبخل بالزکاة ، وما هی إلا العشر أو ربع العشر مما أنعم الله تعالی به علیه ، ثم یدعی مع هذا کله أنه مؤمن جازم بوعد الله تعالی ووعیده - فهو مکابر للوجدان ، معتقد أن الإیمان کلمات تدور علی أطراف اللسان ."