خلاصه ماشینی:
"المصلح : إنه کان شافعیا ثم صار مجتهدا عن أهلیة واستحقاق ، وهو ممناتفق الناس علی قوة دینه وغزارة علمه ، حتی قال الإمام ابن عرفة المالکی : لاینعقد للمسلمین إجماع بدون عز الدین بن عبد السلام یعنی فی عصره ؛ لأنالإجماع إنما هو إجماع المجتهدین کما قالوه فی الأصول ، وما کل مجتهد یدونمذهبا یحمل الناس علی اتباعه ، وقد قلت غیر مرة أن الأئمة المشهورین لمیستنبطوا الأحکام لیحملوا الناس علی تقلیدهم فیها ؛ ولکن لیفتحوا لهم باب العلم ،والذین ارتقوا إلی مرتبة الاجتهاد المطلق بعد تدوین المذاهب وانتشارها أداهماجتهادهم إلی إرجاع الأقوال الکثیرة فی کل مسألة إلی قول واحد ، وهو ما کاندلیله أقوی ، ولو ألفوا فی ذلک لکان لهم مذهب یزید به الخلاف ، إذ لا یمکن أنیأخذ به کل الناس ؛ ولذلک کانوا یحاولون إقناع العلماء بذلک ، ولو تسنی لهم هذاالإقناع لجمعوا کلمة المسلمین ، وهذا مطلب عزیز لا یصل إلیه المسلمون إلا بعدأن یشتغلوا بالعلم الصحیح مع استقلال الفکر أربعین سنة ، ومتی نبتدئ بهذا ؟وللجلال السیوطی رسالة فی ثلاث مسائل متعلقة بالاجتهاد ، إحداها : هلالاجتهاد موجود الآن أم لا ؟ والثانیة : هل الاجتهاد المطلق مرادف للاجتهادالمستقل أو بینهما فرق ؟ والثالثة : هل للمجتهد أن یتولی المدارس الموقوفة علیالشافعیة مثلا ؟ قال ( وکل من المسائل الثلاث جوابها منقول ومنصوص للعلماء ،بل ومجمع علیه لا خلاف فیه صادر من عالم ؛ وإنما فیه نزاع ومکابرة من غیرالعلماء الموثوق بهم ) ."