خلاصه ماشینی:
"استدراک علی مقالة السیاسة والساسة الأخیرة )فاتنا أن نستدرک فی الجزء الماضی علی هذه المقالة بعد العزم علی ذلک ، فإنفی بعض القول مجالا للوهم ، لا یهتدی فیه کل فهم ، فمن ذلک قوله : ( ماتتالفرق الإسلامیة التی أساس مذهبها العلم فقط کفرق المعتزلة و الجبریة المحضةمثلا ) یتوهم بعض الناس أن الکاتب یرجح هذه المذاهب وینفی العلم عن سواها ،ولیس کذلک وإنما یعنی أن قوامها البحث العلمی بدون أخذ الأمراء والحکام بهاوتأییدهم إیاها ، وفیه أن بعض الخلفاء العباسیین انتصر لبعض عقائد المعتزلة ،وکأنه لم یعتد به لأن المنتصرین لم یکونا هما السبب فی القول بما انتصرا له ولمیطل الأمد علی ذلک ، وفیه أیضا أن عقیدة الجبر المحض لم تمت علی ما فیها منالجهالة والضرر ، فإن کان الذین اخترعوها ودعوا إلیها ودافعوا عنها قد انقرضوا ،فقد قام بنصرها من هم أقوی منهم تأثیرا وأعز نصیرا وهم أکثر فرق المتصوفة ،ولا تکاد تجد الآن عامیا من المسلمین إلا وهو یجادل فی هذه العقیدة ویؤیدها بالعقلوالنقل ، وکأن الکاتب لم یعتد بهذا لأن هؤلاء الجبریة لا یتمسکون بهذه العقیدةویناضلون دونها إلا بالنسبة لما یطلب منهم من الکمالات الشخصیة والمنافع العامةوالاعتذار عن تقصیرهم فی التمسک بدینهم وخدمة أمتهم ."