خلاصه ماشینی:
"( قال الرئیس الأستاذ ) : إنی أجلکم أیها السادة الأفاضل عن لزوم تعریفکمآداب البحث والمناظرة ، غیر أنی أنبه فکرکم لأمر لا بد أن یکون فی نفوسکم جمیعا ،أو تحبوا أن یصرح به ألا وهو عدم الإصرار علی الرأی الذاتی وعدم الانتصار له ،واعتبار أن ما یقوله ویبدیه کل منا إن هو إلا خاطر سنح له فربما کان صوابا أوخطأ ، وربما کان مغایرا لما هو نفسه علیه اعتقادا وعملا ، وهو إنما یورده فیالظاهر معتمدا علیه ، وفی الحقیقة مستشکلا أو مستثبتا أو مستطلعا رأی غیره ، فلاأحد منا ملزم برأی یبدیه ولا هو بملوم علیه ، وله أن یعدل أو یرجع عنه إلی ضده ؛لأننا إنما نحن باحثون لا متناظرون ، فإذا أعجبنا رأی المتکلم منا أثناء خطابهإعجابا قویا فلا بأس أن نجهر بلفظ ( مرحی )[1] تأییدا لإصابة حکمه وإشعاراباستحسانه ، فلنمض فی بحثنا عن أسباب الفتور العام علی هذا النسق .
قال ( الفاضل الشامی ) : إنی أری منشأ هذا الفتور هو بعض القواعدالاعتقادیة والأخلاقیة ، مثل العقیدة الجبریة التی من بعد کل تعدیل فیها جعلت الأمةجبریة باطنا قدریة ظاهرا ( مرحی ) ومثل الحث علی الزهد فی الدنیا والقناعةبالیسیر والکفاف من الرزق ، وإماتة المطالب النفسیة کحب المجد والریاسة والتباعدعن الزینة والمفاخر والإقدام علی عظائم الأمور ، وکالترغیب فی أن یعیش المسلمکمیت قبل أن یموت ، وکفی بهذه الأصول مفترات مخدرات مثبطات معطلات لایرتضیها عقل ولم یأت بها شرع ، ولمثلها نفی عثمان بن عفان رضی الله عنه أبا ذرالغفاری إلی الربذة ."