خلاصه ماشینی:
"فتبسم ضاحکا من قولی وقال : أراک آتیا من عالم آخر فاعلم أن قوانینا لیستمن وضع البشر وإنی أرانی الآن مضطرا إلی أن أقص علیک تاریخنا فی کلماتقلائل فاستمع لما أقول : إننا قبل الیوم بنحو قرنین لم نکن أحسن حالا من غیرنا منالأمم وآخر ملک تولی علینا ولا نذکر منه شیئا حتی اسمه ( لأن النسیان أحسنعقاب للمسیئین الأشرار ) خلع عنه عرشه بعد حکم أسخط علیه جمیع رعایاه وألبهمعلی نبذ طاعته والخروج علیه ، ثم عرض الثائرون بعد خلعه صورا مختلفة وأشکالامتنوعة للحکومة ، وکادوا یقتتلون علی اختیارهم حاکم لولا أن آباءنا بما کان لهم منحکمة الدرایة قد تراجعوا وقال بعضهم لبعض : إن الأولی لنا أن نرجئ الفصل فیماشجر بیننا وأن نترک لأعقابنا النظر لأنفسهم فیما هو خیر لهم فإنه لا خیر فی أحسنالأوضاع ولا فی أعدل القوانین إن لم نجد فی أخلاق الناشئین وسیلة لاستبقائهاوحینئذ اتفق القوم علی أن یبقوا من قوانیهم القدیمة أکثرها مطابقة لحکم العقل حینامن الدهر ، وأن ینشأوا الجیل الجدید فی هذه الفترة علی حب الحریة والأخذ بها ثملعلک لم تر مدرستنا ، إنها أصل نظامنا السیاسی فهیا بنا إلیها .
هذه الأمة التی ضل عنی الآن اسمها لا تقصد فی تربیة عقول أبنائها وتقویمطباعهم إعدادهم لأن یتبعوا فی مستقبلهم نظاما مقررا کائنا ما کان بل إنها عقدتالنیة علی أن تقبل ما ینتج من التربیة الحرة المؤسسة علی نوامیس الکون وأصولالعلم من الثمرات فبعثها إقدامها علی أن تعهد بمستقبل بلادها إلی معارف الأجیالالجدیدة وعلومهم ، فهی تعتبر المدرسة أمة فی سبیل نشأتها لها قوانینها کما أنللحکومة قوانینها وتری تلک القوانین کأنها مقدمة لهذه وتبکر بتعلیم التلامذة ممارسةما یتحلی به الرجال من الفضائل القومیة ."