خلاصه ماشینی:
"لسؤال والفتویالبعث الجثمانی( س5 ) عبد الرحیم أفندی محمد القناوی الحسینی بمدرسة الحقوقبمصر تحادثت مرة مع صدیق عن کیفیة البعث والنشور , وهل الحشر والحسابیکونان بالأجسام التی نحن بها فی عالم الدنیا کما جاء فی أصول الشریعة ، أم بغیرذلک ، فأنکر علی أن الحشر یکون بالأجساد , وعد ذلک من المستحیلات مستندا فیرأیه علی ما درسه من علوم الطبیعة حیث تقرر بها أن العلم التجریبی أثبت أنالمادة لا تزید ولا تنقص ولا تنعدم مطلقا ، وأن جمیع الکائنات من نبات وجمادوحیوان تتداخل وتتناسخ ، فإذا مات الإنسان وصار رفاتا تحلل جسمه إلی العناصرالبسیطة الأولیة التی یترکب منها کالکربون والأزوت ، وقد ذهب بعض علماءالکیمیاء إلی أن الجسم یترکب من سبعین عنصرا مختلفة ، فهذه العناصر التییترکب منها الجسم حال وجوده لا تنعدم بعد فقده ، وإنما تحلل تحلیلا کیماویا ،وینفرد کل عنصر علی حدته ، ثم یمتزج بما یلائمه من المواد الأخری ، ومنذلک تتکون الأسمدة والأسبخة التی تتغذی منها النباتات والأشجار ، ومنها یأکلالإنسان ؛ فیتغذی جسمه وینمو ، وبهذه الواسطة تتکون الأجسام الحیة منثمرات البالیة المندثرة , وهکذا تتقدم تلک الأجسام الحیة وتتکون منها أجسام أخریحتی یأذن الله ؛ إذا تقرر ذلک نتج بلا شک أن جثمان أحد معاصرینا مثلا مرکبمن عدة أجسام تحللت , وقد دخلت فی تکوینه بواسطة الطریقة المتقدمة ؛ فإذاسلمنا بأن الحشر سیکون بالأجساد التی نحن بها فی الدنیا فکیف یمکن حشر هذهالعناصر إذا جاء یوم الحساب ؟ بل کیف یمکن حشر العالم بأجمعه منذ خلق الدنیا ؛لأن المادة الموجودة لا تکفی لذلک ؟ فدعتنی الحالة إلی تحریر ذلک إلیکم ؛ لتزیلوابفضل علمکم کل شبهة تتعلق بهذا الموضوع ، والسلام علیکم ."