خلاصه ماشینی:
"وقال فی کتابه فتوح الشام یذکر إقبال الروم علی المسلمین ، ومسیر أبیعبیدة من حمص : ( فلما أراد أن یشخص دعا حبیب بن مسلمة فقال : اردد علیالقوم الذین کنا صالحناهم من أهل البلد ما کنا أخذنا منهم فإنه لا ینبغی لنا إذ لانمنعهم ( أی نحمیهم ) أن نأخذ منهم شیئا ، وقل لهم : نحن علی ما کنا علیه فیمابیننا وبینکم من الصلح ، ولا نرجع عنه إلا أن ترجعوا عنه ، وإنما رددنا أموالکملأنا کرهنا أن نأخذ أموالکم ، ولا نمنع بلادکم ( أی نحمیها ) , فلما أصبح أمر الناسبالمسیر إلی دمشق ، ودعا حبیب بن مسلمة القوم الذین کانوا أخذوا منهم المال ؛فأخذ یرده علیهم ، وأخبرهم بما قال أبو عبیدة , وأخذ أهل البلد یقولون : ردکم اللهإلینا ، ولعن الله الذین کانوا یملکوننا من الروم , ولکن - والله - لو کانوا هنا ماردوا إلینا ، بل غصبونا ، وأخذوا مع هذا ماقدروا علیه من أموالنا ) اهـ ، وقدأورد هذین الشاهدین الشیخ شبلی النعمانی فی رسالة الجزیة والإسلام ، واستدلبهما وبغیرهما علی أن الجزیة جزاء الحمایة والدفاع ( راجع ص 356 من السنةالأولی ) .
! !أما الدواوین التی زعم المتعصب أن نصاری سوریا کانوا محرومین منها فقدکانت فی الحقیقة فی أیدیهم خاصة , فإن عمر لما دون الدواوین ؛ کانت دواوینبلاد الشام بالرومیة لکثرة الکتاب فی الروم وقلتهم فی العرب , مع عدم عنایةالمسلمین باحتکار أعمال الدولة ، ومن المشهور أنها ظلت علی ذلک إلی عهدعبد الملک بن مروان ، وانظر ما قاله المؤرخون فی سبب نقلها إلی العربیة ."