خلاصه ماشینی:
"عندما ذهبت إلی ألمانیا سنة 1917 دعتنی الحکومة الألمانیة أن أعمل سیاحةفی عواصمها الشهیرة مثل هامبورغ ، و فرانکفورت ، و کولونیه ، و لایبسیغ ،و مونیخ وغیرها ، وأرسلت معی رفیقا خاصا من نظارة الخارجیة ، وأبرقوا إلی کلالأماکن بالاحتفاء بنا ، کما یعملون للضیوف الأعزاء ، ولما وصلنا إلی مونیخ أدبتلنا البلدیة مأدبة عظیمة ، حضرها نحو 30 رجلا من وزراء الحکومة البافاریة ،ورجال السیف والقلم ، ثم طلب منا المسیو کمریخ قنصل ترکیا ، وهو من أعیانمونیخ أن نلقی محاضرة بحضور ملک البافیار ، وجمع من أعیانها ، وذلک فی اللیلةالثانیة ، فألقینا محاضرة فی فندق ( بایریشرهوف ) ، حضرها الملک ، وکثیر منرجال تلک الدولة ، ومن الوجوه وأرباب الأقلام ، وکان موضوعها ( سوریة فیأثناء الحرب ) ، وقد اخترت أنا هذا الموضوع قصدا ؛ لأذکر ما جری فیها منأهوال المجاعة ، بحیث ذکرت الجرائد ثانی یوم أن الملک رق جدا لسماع هذهالمحاضرة ، ثم جاءنی المسیو کمریخ فیما بعد ، وقال لی : إنه قد حادث قاصد البابافی مونیخ - وهو من مشهوری الکرادلة - وقص علیه ما ذکرته من کون الحکومةالعثمانیة سعت بواسطة بعض الدول المتحایدة لدی الحلفاء فی جلب أقوات منطریق البحر إلی سواحل سوریة ، وکون أنور باشا استدعی القاصد البابوی فیالآستانة ، وکلفه أن یعرض الأمر إلی حضرة البابا ، وأنه إلی هذه الساعة لمتحصل أدنی نتیجة ، فطلب قاصد مونیخ من المسیو کمریخ تقریرا بذلک ، فجاءنی ،وأعطیته التقریر اللازم مفصلا بإمضائی ، وذکرت فیه أننی أتعهد بالنیابة عنالحکومة العثمانیة أنه مهما ورد من الأرزاق بواسطة الحاضرة البابویة إلی سوریة-فلا تتعرض له الدولة لا فی قلیل ، ولا فی کثیر ، ولا یتناول منه أحد منالمسلمین حبة واحدة !"