خلاصه ماشینی:
"( المنار )قد أسمعتنا العاصمة البریطانیة عدة أصوات فی المسألة العربیة والبلادالإسلامیة المقدسة کان أولها برقیة لروتر یؤکد فیها أن إنکلترا لا تنوی أن تأخذ شیئامن بلاد العرب ، ولا تسمح لأحد بالاعتداء علی شیء من البلاد الإسلامیة المقدسة .
ألا وهو التصریح بأن من أصول السیاسة البریطانیةالتی لا تقبل التغییر والتبدیل بقاء الأماکن الإسلامیة المقدسة فی یدی حکومة إسلامیةمستقلة .
ومعنی کون هذا لا یقبل التغییر والتبدیل أنه متفق علیه من جمیع أحزابالأمة لا أنه رأی الحکومة الحاضرة ، أو حزبها - حزب الأحرار- وحده ، فیکونعرضة للرجوع عنه بتغیر الوزارة أو تحولها إلی حزب المحافظین .
علی أن أهم ما فی هذا التصریح فحواه لا نصه ، وأعنی بفحواه اعترافالدولة البریطانیة باستقلال الدولة الإسلامیة التی تستولی علی هذه البلاد إذا زالتسیادة الدولة العثمانیة عنها بما یخشی أن یحل بها من قدر الله - تعالی - ، فهویتناول مسألة السلطة الإسلامیة فی هذه الحالة ، وهی أهم ما یهم جمیع مسلمیالأرض ، وسنکتب فیها مقالا نبین فیه ما یسمح لنا الوقت ببیانه - إن شاء اللهتعالی - ."