خلاصه ماشینی:
"__________ (21/221) الکاتب : محمد رشید رضا__________الدولة العثمانیة بعد الهدنةاشترط دول الحلفاء فی مهادنة الدولة العثمانیة أن یکون لهم الحق فی احتلالجیوشهم للبلاد ، والمواقع العسکریة التی یتوقف تنفیذ شروط الهدنة علی احتلالها ،کتأمین تسریح الجیش وإعادة الأسری ، وجعلوا هذا الشرط وسیلة لاحتلال کادیکون عاما شاملا لجمیع الولایات الترکیة بعدما احتلوا جمیع الولایات العربیة فیسوریة والعراق , ومن البدیهی أن هذا الاحتلال یمکنهم من تسریح جمیع الجنودالعثمانیة إلا ما یراه الحلفاء نافعا لهم فی حفظ الأمن تحت إدارتهم ، کالشرطةوأعوانها ، ومن جمع السلاح ، بحیث یکون تقسیم البلاد بینهم سهلا سائغا ، لا مشقةفیه ولا خسارة ، ولم یکتفوا بجعل هذا الاحتلال لجیوش الدول الکبری الظافرة ،بل انتهوا فی إذلال الدولة والشعب الترکی إلی الإذن لجیش من الیونان أن یحتلولایة أزمیر أهم الولایات الترکیة بعد ولایة الآستانة , فطفق هؤلاء یستذلون أهلها ،فکانت هذه النکایة حافزة للترک إلی الخروج مما خنعوا له أولا من احتلال الآستانةوغیرها ، فهاجت الآستانة وماجت ، واجتمع مئات الألوف فی المیدان بین مسجدأیاصوفیا ومسجد السلطان أحمد , واحتجوا أشد الاحتجاج علی عمل الحلفاء ،واحتج السلطان محمد وحید الدین نفسه علیه بأن أعلن الاستقالة من الخلافةوالسلطنة ، وأبی ولی عهده أن یقبل المبایعة لنفسه ، واضطر السلطان إلی البقاءفی ( دسته ) وتألفت العصابات المسلحة فی ولایة أزمیر وغیرها من الأناضوللقتال الیونان ، فحملتهم خسائر عظیمة ، ثم عزم الترک فی الأناضول علی مقاتلةکل جیش یحتل بلادهم أو یجعلها تحت حمایة أجنبیة ، وهو المتبادر من عملأوربة , وفر أنور باشا وغیره من الضباط إلی القوقاز ، فتولوا تألیف العصاباتلقتال الإنکلیز الذین احتلوا بعض تلک البلاد ، والمساعدة علی نشر البلشفیة فی أممالشرق الإسلامیة ."