خلاصه ماشینی:
"رواه الترمذی وغیره ؛ أی : أنهم شر علی المسلمین منغیرهم ، فإنهم لم یکن أحد شرا علی المسلمین منهم لا الیهود ولا النصاری ، فإنهمکانوا مجتهدین فی قتل کل مسلم لم یوافقهم مستحلین لدماء المسلمین وأموالهم وقتلأولادهم مکفرین لهم ، وکانوا متدینین بذلک لعظم جهلهم وبدعتهم المضلة ، ومعهذا فالصحابة والتابعون لهم بإحسان لم یکفروهم ولا جعلوهم مرتدین ، ولا اعتدواعلیهم بقول ولا فعل ، بل اتقوا الله فیهم وساروا فیهم السیرة العادلة , وهکذا سائر فرقأهل البدع والأهواء من الشیعة والمعتزلة وغیرهم ، فمن کفر الثنتین والسبعین فرقةکلهم فقد خالف الکتاب والسنة وإجماع الصحابة والتابعین لهم بإحسان ، مع أن حدیثالثنتین والسبعین فرقة لیس فی الصحیحین ، وقد ضعفه ابن حزم وغیره ، لکن حسنهغیره أو صححه ، کما صححه الحاکم وغیره ، وقد رواه أهل السنن ، وروی منطرق ، ولیس قوله : ( ثنتان وسبعون فی النار وواحدة فی الجنة ) أعظم من قولهتعالی : { إن الذین یأکلون أموال الیتامی ظلما إنما یأکلون فی بطونهم نارا وسیصلونسعیرا } ( النساء : 10 ) ، وقوله : { ومن یفعل ذلک عدوانا وظلما فسوف نصلیهنارا وکان ذلک علی الله یسیرا } ( النساء : 30 ) ، وأمثال ذلک من النصوصالصریحة بدخول من فعل ذلک النار ، ومع هذا فلا نشهد لمعین بالنار لإمکان أنه تاب ،أو کانت له حسنات محت سیئاته ، أو کفر الله عنه بمصائب أو غیر ذلک کما تقدم ،بل المؤمن بالله ورسوله باطنا وظاهرا الذی قصد اتباع الحق وما جاء به الرسول إذاأخطأ ولم یعرف الحق کان أولی أن یعذره الله فی الآخرة من المتعمد العالم بالذنب ،فإن هذا عاص مستحق للعذاب بلا ریب ، وأما ذلک فلیس متعمدا للذنب ، بل هومخطئ ، والله قد تجاوز لهذه الأمة عن الخطأ والنسیان ، والعقوبة فی الدنیا تکون لدفعضرره عن المسلمین ، وإن کان فی الآخرة خیرا ممن لم یعاقب ، کما یعاقب المسلمالمتعدی للحدود ، ولا یعاقب أهل الذمة من الیهود والنصاری ، والمسلم فی الآخرةخیر منهم ."