خلاصه ماشینی:
"فهذا وأمثاله مما یبین أن من أعرض عن الکتاب وعارضه بما یناقضه لمیعارضه إلا بما هو جهل بسیط أو جهل مرکب ، فالأول : { کسراب بقیعة یحسبهالظمآن ماء حتی إذا جاءه لم یجده شیئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سریعالحساب } ( النور : 39 ) ، والثانی : { کظلمات فی بحر لجی یغشاه موج منفوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج یده لم یکد یراهاومن لم یجعل الله له نورا فما له من نور } ( النور : 40 ) ، وأصحاب القرآنوالإیمان فی نور علی نور قال تعالی : { وکذلک أوحینا إلیک روحا من أمرنا ماکنت تدری ما الکتاب ولا الإیمان ولکن جعلناه نورا نهدی به من نشاء من عبادناوإنک لتهدی إلی صراط مستقیم * صراط الله الذی له ما فی السموات وما فیالأرض ألا إلی الله تصیر الأمور } ( الشوری : 52-53 ) ، وقال تعالی : { اللهنور السموات والأرض مثل نوره } ( النور : 35 ) ، إلی آخر الآیة ، وقال تعالی :{ فالذین آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذی أنزل معه أولئک همالمفلحون } ( الأعراف : 157 ) ، فأهل الجهل البسیط منهم أهل الشک والحیرة منهؤلاء المعارضین للکتاب المعرضین عنه ، وأهل الجهل المرکب أرباب الاعتقاداتالباطلة التی یزعمون أنها عقلیات ، وآخرون ممن یعارضهم بقول مناقض لتلکالأقوال هو العقلیات ، ومعلوم أنه حینئذ یجب فساد أحد الاعتقادین أو کلیهما ،والغالب فساد کلا الاعتقادین لما فیهما من الإجمال والاشتباه ، وأن الحق یکون فیهتفصیل یبین أن مع هؤلاء حقا وباطلا ، ومع هؤلاء حقا وباطلا ، والحق الذی معکل منهما هو الذی جاء به الکتاب الذی یحکم بین الناس فیما اختلفوا فیه ، والله أعلماهـ ."