خلاصه ماشینی:
"کان ذنب صاحب المنار لدی جریدة السیاسة یومئذ إنکاره علی علامتهاالمحقق الشیخ علی عبد الرازق کتابه الذی أنکر فیه التشریع الإسلامی من أساسه .
وقد تضاعفت ذنوب صاحب المنار من هذا النوع , فهو بالمرصاد لجمیعأنواع الدعایة الإلحادیة التی تبثها جریدة السیاسة باسم التجدید والثقافة العصریة التیتزعم أن مصر بدعایتها وبعنایة مدرسة الجامعة المصریة ستنسخ بها ثقافة الإسلامالتی مصدرها الأزهر وغیره ، وتحل محلها ، ویتبعها فی ذلک سائر العرب بزعمها .
یظن محرر السیاسة أن الذی یطلق لسانه وقلمه من کل قید من قیود الحقوالصدق والأدب یستطیع إذا کان ذا خلابة أن یجعل الحق باطلا والنور ظلاماوالشرف خسة والفضیلة رذیلة ، ویظنون أنهم فعلوا بخلابتهم بسعد ووفده ما لم یفعلهجیش الاحتلال , وفعلوا لحزبهم ما لا یسمح لنا ببیانه المجال .
هذا وإن سعدا قد بلغ من ارتفاع المکانة فی مصر ما لم یبلغه أحد یعرفهالتاریخ , فماذا یکون رشید رضا الغریب السوری الضعیف ؟ یقولون : إنا قتلناهنصف قتلة بما کتبناه فی مسألة مؤتمر الخلافة , وکما قتلنا الأزهر نفسه , فهو الآنمثخن جراحا , وسنقضی علیه ببضع مقالات أخری ."