خلاصه ماشینی:
"***( الموضوع )لیست اللغة العربیة ببدع من اللغات الحیة الناهضة النشیطة ، فسبیل تلقینهنوالتبحر فیهن ، هو عین السبیل المهیع للغتنا إذا أردناها غضة بضة ، وما سبیلهنإلا الحفظ والتقلید فی الکتابة والمحادثة ، ولیس لنا من وسیلة إلی إتقان لغتنا فیقلیل من الزمن غیر هذه الطریقة ، وما سواها باطل وضلال وإلیکم أسوق الدلیل :یقضی الطالب فی مدارسنا صدر حیاته بتعلم اللغة ، فینفق الشطر الأکبر منهذا الزمن فی دراسة الوسائل بطریقة ملتویة غیر مفیدة , وکلما أمعن فیها زاد بعداعن الغایة , وإن هو وصل إلیها ؛ وصل وقد أنهکه السری ، وأضناه التعب ، وقعدبه الملل ، وهیهات أن یحصل شیئا نافعا یکسبه ملکة الذوق بحیث یقتدر علیارتجال خطبة بلیغة ، أو کتابة رسالة عالیة الأسلوب ؛ لذلک أری أن تکون طریقةالتعلیم هکذا :***( النحو والصرف )لیست قواعد النحو والصرف مطلوبة لذاتها ، بل لتعصم اللسان عن الخطأ فیالنطق ، وکلما کانت طریقة تعلیمها سهلة قریبة المنال ، مقتصرا فیها علی القواعدالأساسیة التی یحتاج إلیها فی تصحیح اللسان وترکیب الجمل - کان ذلک أدعی إلیالاقتصاد فی الوقت , وتوفیر جزء کبیر منه یصرف فی دراسة اللغة نفسها ؛ لذلکیجدر أن یفرغ من دراسة النحو والصرف عند الفراغ من المدارس الابتدائیة [1]مراعی فی ذلک تطبیق العلم علی العمل فی کل قاعدة وبحث ، ومراعی فی ذلکأیضا سنة التدریج مع الطالب فی سنی الدراسة المختلفة ، فیستغنی إذن عن کثیرمن أبواب النحو والصرف کلها أو بعضها ، کالتوسع فی الکلام علی المبتدأ والخبروالمجرد والمزید من الأسماء ، ومواضع الإعلال والإبدال والتصغیر والنسبوالإمالة وإعراب ( لا سیما ) , وفعلی التعجب وصیغ الاستغاثة والندبة والاختصاصوالمنادی المرخم ، لعدم الحاجة إلیها فی الاستعمال ، وعدم الاشتباه فی بعض الصیغإذا جهل إعرابها ، لأنها ملازمة لحالة واحدة لا تختلف عنها ، والإعراب لا یکسبهاشیئا جدیدا إلا التهویش واضطراب الذهن وقتل الوقت فیما لا یجدی ."