خلاصه ماشینی:
"ونحن نتعجب لسکوت علماء الدین , ولا سیما أهل الحدیث منهم عما نستدرکهعلیهم من النصح للحکومة أن لا تجعل قبره مسجدا لأن بناء المساجد علی القبورمحرم شرعا , وقد وردت الأحادیث الصحیحة فی البخاری و مسلم والسنن الأربعوغیرها بلعن فاعلیه , ووصفهم بشرار الخلق ، ونحن نعلم أن العلماء إنما یسکتونعن مثل هذا البیان والنصح للحکام لاعتقادهم أنهم لا یعملون به ، ولولا الملوکوالسلاطین ؛ لما وجدت هذه القباب العظیمة والمساجد علی قبور الأئمة والصالحینوعلی الملوک بالتبع لهم , فهم الذین ابتدعوا ذلک , ونفذوه بالرغم من أنوف العلماء ؛ولذلک أجاب بعض العلماء الأعلام فی کتاب له من احتج بوجود هذه القبابوالمساجد فی أکثر بلاد الإسلام علی مشروعیتها , فکان مما قاله : إن هذه أمورحکومیة لا حکمیة ، ودولیة لا دلیلیة ، ولکن الحکومة المصریة الحاضرة لا ترضیأن تجعل قبر سعد باشا فتنة لعوام الشعب یضلون به کما ضلوا بقبور الأولیاء فعبدوها بالدعاء والنذور والطواف بها وغیر ذلک مما شرحناه مرارا ، وإننی قویالرجاء فی امتناعها عن جعل قبة قبره مسجدا ؛ لمخالفته لنصوص الشارع ولحکمةالتشریع معا ، وهو افتتان الجاهلین بتعظیم القبر تعظیما دینیا , وتعلیق آمال زائریهبقضاء الحاجات ، ودعائه لذلک فی المهمات والنذر له , فهذه الحکومة لا ترید أنیکون قبر رجلها السیاسی سببا لازدیاد الخرافات والضلالات فی البلاد ، ولکنها لاتسمع کلام العلماء فیما عدا ذلک من المبانی والتماثیل التی قررتها , وقد یتأول لهامن یبالی بالدین من رجالها بأنها خالیة من الحکمة أو العلة التی حرمت لأجلها ،وهی کونها ذریعة للشرک محتجین بأنه لا یوجد فی مصر أحد یعظم تمثال محمدعلی باشا أو ولده إبراهیم باشا تعظیما دینیا , ولا غیر دینی أیضا ، فإذا کان هذامأمونا فیما ستنصب الحکومة لسعد من التماثیل , فلیس مأمونا فی قبر علیه مسجدیصلی فیه بجانب القبر , والصلاة إلی القبر ممنوعة شرعا أیضا ."