خلاصه ماشینی:
"ذلک مثل بعض محرری جریدة السیاسة ومجلة الهلال بمصر کسلامة موسیوطه حسین ومحمود عزمی … المنتحلین لأنفسهم صفة تجدید الثقافة ، وإننا نریمجلة الحدیث السوریة معجبة بهؤلاء منوهة بآرائهم مثنیة علیهم ، فإن کان محررهاالعریق فی هذه الأمة العربیة ، الأصیل فی بیوتات هذه الملة الإسلامیة ، غیر مقلدلهؤلاء الواغلین علیهما ، الأدعیاء فیهما ، الذین لا ینزع بهم عرق غیرة علیهما ,ولا موافق لهم فی کل رأی من آرائهم ، ولا مائل مع کل ریح من أهوائهم ، وهو مانعتقده فی نفی الکلیة لا الکل المنطقیین فلماذا لا یفتأ ینوه بهم ، بما یغری قراءمجلته باتباع خطتهم ، وهی ما یسمونه الثقافة الجدیدة التی یحکمونها فی کل ماأشرنا إلیها من مقومات الأمة ومشخصاتها ، وبذلک کانوا دعاة هدم وإفساد فیها ؟الثقافة فی اللغة مصدر ثقف الرجل ( کضخم ) أی صار ثقفا وثقیفا , ویقال ثقف ( کتعب ) أیضا أی صار ثقفا أی حاذقا خفیفا ، وهذا الحذق والخفة اللذینیدعو إلیهما هؤلاء الملاحدة مفسدة ظاهرة للأمة الإسلامیة وشعوبها , ولا سیماالعربیة ذات التشریع العادل والتاریخ المجید ، غایتهما تقلید ملاحدة الإفرنج وفساقهمفیما یشکو منه جمیع عقلائهم وحکمائهم ، وهو فیهم عرض من أعراض الترفوالثروة والسیادة والملک الواسع ، فلو لم یکن فی نفسه مفسدة لکان ضارا للشعوبالضعیفة الفقیرة الجاهلة کشعوبنا ، فکیف وهو الذی أفسد شعوب المدنیات القدیمةذات البأس والقوة ، ولا یشک حکماء أوربة الیوم بأنه سیفسد مدنیتهم فی زمن لم یعدبعیدا حتی إن بعضهم یعد عمر بعض الدول الکبری بعشرات السنین ، ولدینا عنهمنقول کثیرة فی ذلک قد نشرنا بعضها ."