خلاصه ماشینی:
"إن دول الشرق الإسلامی قضت علیها الحوادث والظروف الماضیة والحاضرةأن تتصل بالدول الدیمقراطیة وأن تکون إلی جانبها وأن یرتبط مستقبلها بمستقبلهذه إلی حد کبیر ، هذا الوضع - إلی جانب الخصومة القائمة بین المعسکرین فیأوربا - کان یجب أن یجعل الدول الدیمقراطیة تسارع إلی اکتساب مودة العربوالمسلمین اکتسابا نهائیا ، وأن تسد الطریق علی غیرها إلی ذلک الود ، وذلک فیوسعها ولا یکلفها عناء و عنتا ، بل لا یکلفها إلا أن تحق الحق وتعترف به لأهله ،وتبطل الباطل وتقاوم الذین یریدونها علیه ، فهل فعلت هذا ؟العجب أن الدولتین الدیمقراطیتین إنجلترا وفرنسا فعلتا عکسه تماما ، کأنهماتتحدیان بذلک شعور العرب والمسلمین فی کل أنحاء الأرض ؛ فأما فرنسا فقدأساءت إلی سوریة أبلغ الإساءة ففصلت عنها الإسکندرونة وقدمتها إلی ترکیا رغمالصرخات العالیة والاحتجاجات الکثیرة والأغلبیة العربیة فی هذا اللواء ، وتنکرتلسوریة مرة أخری فعدلت عن إبرام المعاهدة واستبدت بالأمر فی داخلیة البلاداستبدادا أدی إلی استعفاء الوزارة عدة مرات ، وتعذر قیامها بمهمة الحکم ، ثم أدیأخیرا إلی استقالة رئیس الجمهوریة ، وهذا نص استقالته التی رفعها لمجلس النوابالسوری :إلی ریاسة المجلس النیابی السوری الفخیمة :( منحنی مجلسکم الکریم ثقته وانتخبنی فی أول جلسة عقدها لریاسة الجمهوریةعلی أثر عقد المعاهدة وإقامة الصلات بین فرنسا وسوریا علی قواعد التحالفوالمودة ؛ وذلک لإدراک هذه الأمة الغایة الشریفة التی تسعی إلیها من الاستقلالوالسیادة القومیة ."