خلاصه ماشینی:
"ثانیا - اختلاف الآراء فی صحة هذه البحوث :کان طبیعیا أن تختلف آراء الناس فی نتائج هذه البحوث , وأن یکون هناکالمصدقون المتشیعون والمنکرون المتشککون ، وکان طبیعیا أن تثیر هذه الناحیةحربا کتابیة وعلمیة وذلک ما حدث فعلا , وکان من المصدقین بصحة هذه البحوثوصدق نتائجها کثیر من أعلام العلم الکونی فی بلدان أمریکا و أوروبا المختلفة ,وکثیر منهم کتب کتابات فی غایة من القوة والدقة التحلیلیة ، مما یدل علی اقتناع تامبما یقول , وکثیر منهم ألف فیها الرسالات والکتب القیمة ولم یبالوا بما یتعرضونله من هزء المتقدمین وسخریتهم , وکثیرا منهم کان ملحدا صمیما فعاد مؤمنا بالحیاةالروحیة کل الإیمان ، وهذه نماذج من کتابات هذا الفریق :( 1 ) العالم الکیماوی ( ولیم کروکس ) ، وقد ألف کتابا دعاه ( مباحث علیالظواهر النفسانیة ) ، قال فیه : ( بما أنی متحقق من صحة هذه الحوادث ، فمنالجبن الأدبی أن أرفض شهادتی لها بحجة أن کتاباتی قد استهزأ بها المنتقدونوغیرهم ممن لا یعلمون شیئا فی هذا الشأن ، ولا یستطیعون بما علق بهم منالأوهام أن یحکموا علیها بأنفسهم ، أما أنا فسأسرد بغایة الصراحة ما رأیته بعینیوحققته بالتجارب المتکررة ) .
( 2 ) العالم الکبیر ( ألفرد روسل ) ، وقد وضع فی هذه المباحث کتابین :أحدهما ( خوارق العصر الحاضر ) ، والثانی (الدفاع عن الأسبرتزم ) ، وقد قال فیالأول ما نصه : ( لقد کنت ملحدا بحتا مقتنعا بمذهبی تمام الاقتناع ، ولم یکن فیذهنی محل للتصدیق بحیاة روحیة ، ولا یوجد عامل فی هذا الکون کله غیر المادةوقوتها ؛ ولکنی رأیت أن المشاهدات الحیة لا تغالب ؛ فإنها قهرتنی , وأجبرتنیعلی اعتبارها حقائق مثبتة قبل أن أعتقد نسبتها إلی الأرواح بمدة طویلة , ثم أخذتهذه المشاهدات مکانا من عقلی شیئا فشیئا ، ولم یکن ذلک بطریقة نظریة تصویریة ،ولکن بتأثیر المشاهدات التی کان یتلو بعضها بعضا علی صورة لا یمکن تعلیلهابوسیلة أخری ) ."