خلاصه ماشینی:
"نعم إن الشیخ محمد عبد الوهاب قد جدد دعوة الدین فی بقاع نجد ، فرجعالألوف بها عما کانوا علیه من الجاهلیة والشرک ، وکادت تنتشر دعوته فی جمیعجزیرة العرب التی یتعذر إصلاحها وجمع کلمتها بغیر الدین ، ولو تم ذلک لتجددأمر الإسلام فی جمیع أقطار المسلمین ؛ ولکن حال دون ذلک فتنتان :( أولاهما ) مقاومة السیاسة لها ، والأخری غلو الکثیر من القائمین بها ،فالأولی إذاعة الساسة فی العالم کله أن هذه دعوة ابتداع فی الدین ، والغلاة أیدوا هذهالإذاعة بما اشتهر عنهم من الغلو ، ولا سیما تکفیر من عداهم من المسلمین ، ولهذهالتهمة أصل ، وقد بینا الحقیقة فی هذه المسألة من قبل ، وغرضنا من الإلمامبذکرها الآن بیان استعداد العرب للصلاح والإصلاح بدعوة الإیمان إذا قام بها منیدعو إلیها بالحکمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتی هی أحسن کما أمر القرآن ،وتذکیر الغلاة من المتدینة بأن لا یغلوا فی دینهم ، ولا یقولوا علی الله إلا الحق ، ولایحرموا ما لم یحرم الله ورسوله بالنص أو اقتضاء النص ، وأن یعذروا کل مخالفلهدایة الدین بالتأول أو الجهل ، ویعتمدوا فی بث الدعوة علی نشر العلم والعمل بهعلی قاعدة { یرید الله بکم الیسر ولا یرید بکم العسر } ( البقرة : 185 ) وأن لایکفروا أحدا من أهل القبلة بذنب ، وأن یفرقوا بین الکفر بشیء مما یجبالإیمان به عن جهل - وإن عد بعضه الفقهاء کفرا وردة - وکفر العناد وتکذیبالرسول الذی کان علیه مشرکو الجاهلیة فی زمن البعثة ، فإذا علموا هذا وعملوا بهلا تلبث الدعوة أن تعم الجزیرة وغیرها ، ویسقط کل من یعارضها حرصا علیالزعامة وحب الریاسة ."