خلاصه ماشینی:
"«و إذا وجد من هؤلاء من له إلمام بالعلوم و لم یکن الایمان متمرکزا فیه،فإن ایجاد احتمالات غیر صحیحة لتفسیرات أو أختلاق أحادیث موضوعة لهو سهل علیه جدا،و هذا هو الذی سبب التهویش فی الأحکام الدینیة و اختلاق الروایات المختلفة و الأقوال المضطربة،و من جراء ذلک انقسم المسلمون الی فرق شتی و مذاهب متباینة لا یربطها ببعضها إلا اسم الاسلام فقط،من غیر علاقة بالمسمی،رغما عن تهدید الله بقوله تعالی: «إن الذین فرقوا دینهم و کانوا شیعا لست منهم» 7(سورة الأنعام159)».
قال تعالی: «لیشهدوا منافع لهم و یذکروا اسم الله فی أیام معلومات» (الحج28)،و لذا عقد الله له سورة سماها باسم الحج،و لقد اهتم الشارع بالحج الی درجة أن کل عبادة تفسد یحرم المضی فیها إلا الحج،فانه إذا فسد یجب المضی فیه و القضاء،لأن ذکر الله إذا فسد فان المنافع باقیة لم تفسد و إنما ألزم الشارع بإکمال الحج الفاسد و القضاء معه،حتی لا یحال بین المسلم و مؤتمر المسلمین العام،لأن من فوائد الحج:أن المفروض فی الحجاج التعارف بینهم،و النظر فی شؤون المسلمین بکل ما یعود علیهم بالنفع العاجل و الآجل،و یعقدون بینهم المعاهدات و الاتفاقات التی تؤدی الی خیر المسلمین و مصلحة العاقدین طبعا،و یتبادلون الآراء فی ایجاد أسباب النهضة بالمسلمین فیبحثون عن أسباب التأخر و الانحلال،و یسعون لإکمال ما نقص منهم،و للوقوف علی الأمراض و معرفة الأدواء و کیفیة المعالجة و سرعة القیام بها مع تبادل المنافع،و الوقوف علی الأخبار الصحیحة عن المسلمین النائین،و الاستفادة منهم أو من آرائهم و مشارکتهم فی أفراحهم و أحزانهم حتی یکونوا کالحدیث الثابت فی الصحیحین:«جسدا واحدا إذا اشتکی عضو منه تداعی له سائر الجسد بالسهر و الحمی»39."