خلاصه ماشینی:
"{UU}دراسة سیاسیة تطور العلاقة بین حرکة القومیین العرب و القوی السیاسیة الأخری -2- بقلم:الدکتور محمد منذر المرحلة الثانیة:مرحلة التعاون تعرضت حرکة القومیین العرب،خلال هذه المرحلة،لأزمات داخلیة حادة،أعقبها انقسامات و متغیرات ایدیولوجیة،فرضت نفسها علی علاقاتها مع القوی السیاسیة الأخری التی کان من نتائجها إطلاقها شعار:«تجدید الیسار اللبنانی و توحیده»الذی ترید الوصول إلیه عن طریق التعاون الجبهوی مع القوی المتعاطفة معها.
أما بعد تبنی الناصریة«میثاق العمل القومی»الذی أکد التناقض بین البرجوازیة الکبری و ملاک الأراضی من جهة،و قوی الشعب العاملة من جهة أخری،و استبدالها تجربة«الاتحاد القومی»بتجربة«الاتحاد الاشتراکی العربی»؛ کل هذا دعم،داخل حرکة القومیین العرب،و جهة نظر القوی المعارضة بقیادة محسن إبراهیم،التی کان تأثیرها علی مختلف أجنحتها حتی ان«الحرکة»لم تعد قادرة علی البقاء خارج نطاق هذه المتغیرات الایجابیة،«محتفظة،حسب رأی محسن ابراهیم،بأفکارها الفاشیة و ببرنامجها الیمینی»2.
کیف یتم ذلک؟ الحرکة و وحدة القوی السیاسیة: إنطلاقا من تحلیلها للواقع العربی و فهمها للوضع اللبنانی،التقت حرکة القومیین العرب عام 1965 مع الحزب الشیوعی اللبنانی،الحزب التقدمی الاشتراکی و بعض الشخصیات التی أخذت الصفة التقدمیة داخل جبهة مشترکة.
توصل الفریقان بعد جدال علی صفحات«الحریة»-لسان حال حرکة القومیین العرب-و صفحات«الأخبار»-لسان حال الحزب الشیوعی اللبنانی- فی أیلول عام 1965 لتشکیل جبهة مشترکة تحت تسمیة«جبهة الأحزاب و القوی السیاسیة و الشخصیات التقدمیة فی لبنان»،التی ضمت إلی جانبهما بعض الشخصیات التقدمیة بمشارکة الحزب التقدمی الاشتراکی.
لفکرة هذا المؤتمر دلالة واحدة و هی أن حرکة القومیین العرب ما زالت مصرة علی قیام الحزب الواحد بأیة طریقة من الطرق بالرغم من اشتراکها بجبهة واحدة إلی جانب قوی أخری و بالرغم من فشل تجربة الاتحاد الاشتراکی العربی فی مصر و إعلان الرئیس جمال عبد الناصر عن«الجبهة»کأداة توحیدیة."