خلاصه ماشینی:
"النقطة الأولی : قرائن الحمل علی الطریقیة إذا کان الأصل هو الموضوعیة فی العناوین کما أسس ذلک الفقهاء فالطریقیة لابد لها من قرینة ، ومن خلال تتبع ما ذکره الفقهاء من القرائن للحمل علی الموضوعیة یمکننا أن نلحظ وجود مجموعة من القرائن العامة ، وهی التالیة : 1ـ مناسبة الحکم والموضوع : ترجع قضیة مناسبة الحکم والموضوع إلی ملاحظة أن الأحکام الشرعیة لما کانت تتعلق بموضوعات ملقاة إلی العرف فإن العرف إذا لاحظ الموضوع الذی انصب علیه الحکم فإنه لا یلحظه مستقلا ومجردا عن الحکم ، بل إن العرف یعمد فی تحدید دائرة هذا الموضوع علی ملاحظة نفس الحکم الصادر من الشارع والمتعلق بهذا الموضوع .
وهذا لیس هو محل بحثنا هنا ، وإنما ما یهمنا ملاحظة الموارد التی تکون مناسبة الحکم والموضوع موجبة لحمل العنوان الوارد فی الأدلة علی الطریقیة والخروج عن أصل الموضوعیة : المورد الأول : ذکر الشهید الصدر لدی البحث فی قوله تعالی : ( وینزل علیکم من السماء ماء لیطهرکم به ( : أن الماء فی هذه الآیة مختص بماء المطر ؛ لقوله ( ینزل علیکم ( یقول الشهید الصدر : إن تقریبا یمکن إبرازه هنا لإثبات شمول الماء لکل ماء ؛ لأن التنزیل باعتباره من مبادئ إیجاد الماء یختلف عن باقی خصوصیات الماء التی تکون من شؤونه وأوصافه لا من مبادئ إیجاده ، فهو کما یمکن أن یکون مأخوذا علی نحو الموضوعیة بحیث یکون بعنوانه دخیلا فی موضوع الحکم بالمطهریة ، کذلک یمکن أن یکون مأخوذا علی نحو الطریقیة وبما هو طریق محض إلی إیجاد الماء ، بحیث یکون تمام الموضوع للحکم بالمطهریة هو ذات الماء ، ولا یکون للإنزال دور إلا بوصفه طریقة فی إیجاد الماء الذی هو تمام الموضوع ."