خلاصه ماشینی:
"شرطیة الفلز الخــاص (الحــدید) : قد یدعی الإجماع عند الإمامیة علی خصوصیة الفلز الخاص فی الذبح ، وهو الذی علیه فتوی الفقهاء المتأخرین ، وهذا یجعلنا نشک فی النتیجة التی توصلنا إلیها من عدم الخصوصیة للحدید ـ أی الفلز الخاص ـ فی الذبح وإمکان الذبح بکل فلز حاد ، سواء کان حدیدا أو نحاسا أو غیرهما ، فهل هذا الإجماع حجة یمنعنا من التمسک بالنتیجة السابقة ؟ الجواب : لقد نقل صاحب الجواهر قدسسره الإجماع ، فقال : « وأما الآلة فلا تصح التذکیة ذبحا أو نحرا إلا بالحدید مع القدرة علیه وإن کان من المعادن المنطبعة ، کالنحاس والصفر والرصاص والذهب وغیرها ، بلا خلاف فیه بیننا ، کما فی الریاض ، بل فی المسالک ( عندنا ) مشعرابدعوی الإجماع علیه کما عن غیره ، بل فی کشف اللثام اتفاقا کما یظهر ؛ لأنه المتعارف فی التذکیة علی وجه یشک فی تناول الإطلاق لغیره مع القدرة علیه ، فیبقی علی أصالة العدم »( (39) ) .
وبهذا الفهم لا تکون عدم القدرة علی الحدید قیدا فی الذبح الصحیح بغیر الحدید کما ذکر المشهور ، بل هو سبب لحصول الشک فی التذکیة الشرعیة بشیء لم یکن بطبعه حادا قاطعا ، فحصل السوءال وجاء الجواب مقیدا جواز التذکیة بما هو قاطع للحلقوم وخروج الدم بصورة متعارفة ، وهو القاعدة المتقدمة لصحة التذکیة وحل الحیوان ، ولا نری معارضا لهذا الفهم من الروایات ؛ وذلک لأن الروایات المعتبرة علی قسمین : القسم الأول : الروایات الناهیة عن الذکاة إلا بالحدید ، ففی صحیح محمد بن مسلم ، قال : سألت الإمام الباقر علیهالسلام عن الذبیحة باللیطة وبالمروة ؟ فقال : « لا ذکاة إلا بحدیدة »( (42) ) ."