خلاصه ماشینی:
"دور الولایات المتحدة الأمریکیة: جاء دخول الولایات المتحدة الأمریکیة فی الحلبة الدولیة وسط هالة عریضة من الآمال والتوقعات الزاهیة »ألیست هی الأرض الموعودة للمهاجرین الأحرار الذین فروا بأدیانهم وعقائدهم من الاضطهاد والتعصب فی القارة القدیمة؟ کما أشار صمویل آدامز أحد قادة الثورة الأمریکیة فی إحدی خطبه »طردوا من کل زوایا الأرض، لکن عشقهم لحریة الفکر، وحق الاختیار فی قضایا الضمیر، قادهم لهذا البلد السعید کملجأ أخیر« وقد ساعد علی رسوخ هذه الآمال عوامل کثیرة منها أن الولایات المتحدة قارة مترامیة الأطراف کثیرة العدد، غزیرة الثروات ولا تحتاج للتوسع الإقلیمی، أو المزید من مصادر الثروة، وهذه الحقائق یمکن أن تجعل منها قاعدة لتحقیق التوازن العالمی، ومناصرة قضایا الحریة والاستقلال، ومن الإنصاف القول أن التاریخ الأمریکی قد اشتمل علی مواقف شدت إلیها عواطف الشعوب الصغیرة ردحا من الزمن، کإعلان مبادئ ویلسون الشهیرة التی أکدت الالتزام بحریة الشعوب، والعدالة للعدو والصدیق، والسلام الدولی عن طریق عصبة الأمم، أو کما حددها ویلسون نفسه فی خطاب شهیر حیث قال: «تعاون عالمی لإحقاق الحق، تقوم به شعوب حرة، لجلب السلام والأمن لجمیع الأمم، والتی تجعل من العالم – أخیرا – عالما حرا» غیر أن هذه الآمال لم تلبث أن ذابت واحدة بعد الأخری أمام رغبات السیطرة وأطماع السیاسة الواقعیة، ونفوذ الشرکات الصناعیة الکبری، ووصلت الحضیض مع قوة «اللوبی» الصهیونی وتأثیره الواسع فی دنیا المال والإعلام علی النحو المعروف."