خلاصه ماشینی:
"أما المؤلف الثالث الذی اقتبس الکتابان منه،فهو المسمی فی"کتاب النخل"بالحجاج الغرناطی"37و مرة أخری یبدو أن الاسم کتب خطأ فهو من الحاج الغرناطی اعتمد علیه ابن العوام،کما یذکر فی مقدمة کتابه"الفلاحة"38،یؤکد فیکروسا ذلک و یضیف بأنه هو المعروف أیضا بالحاج الطغنری39،و هو محمد بن مالک من طغنر إحدی القری الصغیرة إلی الشمال من غرناطة.
و لا یختل التشابه فی عدد الاقتباسات و تناظر أسماء أصحابها و عددها بین العملین إلا فی حالتین أو ثلاث حالات،لیست ذات أهمیة تذکر باستثناء واحدة منها یهمنا أمرها،و هی أن أحد الاقتباسات یرد فی کتاب النخل منسویا إلی"صغریث"بینما یأتی فی فصل النخل لابن العوام منسوبا إلی مصدرین،الأول هو"کتاب الفلاحة النبطیة"لابن وحشیة و حصته الجزء الأول من الاقتباس،أما الجزء الثانی من الاقتباس نفسه المنسوب إلی "صغریث"53،و لهذا أهمیته فیما سوف نخلص إلیه.
فإما أن یکون عملا قام به ابن العوام نفسه بأن أعاد صیاغة"فصل النخل"،من کتابه من حیث اللغة و الأسلوب بشکل أکثر فصاحة و إحکاما ثم أضاف إلیه بعض الإضافات الیسیرة و أخرجه بعذ ذلک بهذا الشکل المستقل55،ثم حدث أن تطفل أحدهم علی هذا العمل المستقل فبسبه إلی ابن وحشیة بعد إذ جهل اسم المؤلف الحقیقی أو تجاهله، أو أن یکون شخص ما قد تلقف کتاب"الفلاحة"لابن العوام،و هو عالم بمؤلفة أو جاهل به،فانتزع فصل"النخل"منه و أعاد کتابته مع بعض التغییر فی أسلوب لغته،و أضاف إلیه حکایات قصیرة و فوائد ثم نسبه إلی ابن وحیة بعد أن أسقط من داخل النص ذکر کتابه"الفلاحة النبطیة"کمصدر لأحد الاقتباسات،کما سبق و أشرنا،کی لا تراود القارئ الشکوک فی صحة نسبة الکتاب،و ختم ذلک کله بوضع تاریخ قدیم له و هو سنة 324 هـ/935 م و هو تاریخ قریب جدا من آخر تاریخ مزعوم ینبئ بوجود ابن وحشیة(318 هـ/930 م)56."