خلاصه ماشینی:
"و فی هذه الأسطر سوف نتناول کتابه(الإسلام و ایران)بجزأیه،فی الجزء الأول یخصص المفکر الشهید نصف الکتاب تقریبا لمسألة القومیة،إذ یبحثها بحثا یجمع الی جانب العمق جانب البساطة،فیتناول السابقة التاریخیة للقومیة و الروابط التی تدعیها القومیة علی أنها الروابط المتینة بین أفراد الأمة و التی علی ضوئها یعرفون القومیة و هی الوحدة اللغویة،و الوحدة العنصریة و وحدة التقالید،و الوحدة الإقلیمیة و الطبیعیة،یعقبها بالکلام عن الحدود الحقیقیة و الآلام المشترکة،و عوامل الوحدة الصادقة غیر الطارئة و لا المستوردة،فیقول:إن مفهوم القومیة نشأ بهذه الصورة المتداولة فعلا فی العالم منذ أوائل القرن التاسع عشر المیلادی فی المانیا و علی أنها جاءت کرد فعل علی الثورة الفرنسیة الکبری التی یطلق علیها بالثورة القومیة أو الثورة المؤججة للروح القومیة...
و فیما یخص الرابطة الثانیة المتمثلة فی الوحدة العنصریة(ص 26)التی یدعیها القومیون یقول:أن التحقیقات التاریخیة و الدراسات التحلیلیة فی المجتمعات البشریة أثبتت أن بإمکان جمیع العناصر و الدماء البشریة أن تتمتع بجمیع الخصائص الإنسانیة عند توفر الشرائط الإجتماعیة و الأخلاقیة المعینة، و یذکر لذلک مثل العرب الذین کانوا قبل الإسلام مجموعة نزعات عصبیة و حروب قبلیة و خرافات جاهلیة،و لکنهم بعد ظهور الإسلام فی شبه جزیرتهم و معه التوحید و الدین و التحف الاخلاقیة و العدالة الاجتماعیة،وجدوا نفس الخصائص التی لا تؤمل إلا من أرقی الأمم و أکثرها تمدنا و حضارة...
و بذلک یعطینا الشیخ الشهید عبر هذا الکتاب بجزئیه معلومات جیدة عن القومیة و منشأها و القومیة الإیرانیة و معطیات الإسلام لایران من خلال توضیحه لحال الإیرانیین فی زمن الساسانیین حیث نظام الطبقات و الإستبداد و النظام الإجتماعی و السیاسی المخلف و الإنحراف الدینی،و مقارنة ذلک الوضع مع حال الأنظمة تلک بعد اعتناقها للإسلام و کیف بلغت العلا و الرفعة فی مختلف العلوم من فلسفة و فقه و طب و ریاضیات و فلک و عرفان و غیرها..."