خلاصه ماشینی:
"وهذه الآیات الکریمات وأمثالها تطلق علی أتباع کل دین الهی اسم «الأمة»، فما الذی تنطوی علیه هذه الکلمة من معان؟ الأمة من «أمم» وتتضمن معانی الاقتداء والاتباع، والقصد والهدف، والقیادة والزعامة، وفی القرآن بمعنی المجموعة البشریة المنضویة تحت لواء دین واحد، وعلی هذا المعنی فسرت الآیة الکریمة: ﴿إن هذه أمتکم أمة واحدة﴾(1)، کما وردت بمعنی المقتدی والمحتذی وعلیه فسرت الآیة: ﴿إن إبراهیم کان أمة قانتا لله حنیفا﴾(2).
عناصر الوحدة الأول - وحدة العقیدة لابد للامة الواحدة أن تکون لها أصول اعتقادیة واحدة، وهذه الأصول لدی الأمة الاسلامیة - بإجماع کل علماء المذاهب - التوحید والنبوة والمعاد.
بل الذی نرید أن نقرره هنا هو أن الملاک فی دخول الفرد دائرة الإسلام وشرط تحقق الوحدة الاسلامیة الإیمان بهذه الأصول علی المستوی البسیط المفهوم لدی عامة الناس، لا بالفروع المعقدة الکلامیة والفلسفیة التی نشأت فی قرون متأخرة بین الفلاسفة وعلماء الکلام.
الملاحظة الثانیة لا شک أن أی مذهب إسلامی ملتزم بالإیمان بهذه الأصول، وإنکار أی واحد منها یخرج المذهب من دائرة الإسلام، ولا نعتقد أن بین المذاهب الاسلامیة الیوم مذهبا ینکر صراحة أحد هذه الأصول.
الملاحظة الثالثة المذاهب المستحدثة التی تنکر خاتمیة محمد(صلی الله علیه وآله)، وتدعی وحیا جدیدا وکتابا جدیدا، وإن ادعت الإیمان بالإسلام وبأنها من الفرق الاسلامیة، هی خارجة عن الإسلام قطعا، لأنها لا تلتزم بنهج الإسلام، بل لها نهج آخر ونبی آخر وکتاب آخر، وکل ذلک یجعلها فی جهة متعارضة مع الأصول الاسلامیة.
علی العموم، القیادة فی المفهوم الإسلامی تجمع بین السیاسة والدین، ومن أرکان الدین، ولها الدور الهام فی استمرار الدعوة الاسلامیة واستتباب حاکمیة الدین وفی وحدة الأمة الاسلامیة، خاصة لو عرفنا أن «الأمة» و«الإمامة» من جذر 1- النساء : 59 ."