خلاصه ماشینی:
"قال تعالی بعد استعراضه لمجموعة من الحوادث التاریخیة مشیرا إلی وجود حقائق تاریخیة لابد من توظیفها لخدمة الإنسان والاستهداء بها فی حیاته العقلیة: 1- (إن هذا لهو القصص الحق وما من إله إلا الله...
قال تعالی بعد أن أشار إلی أن القرآن هو الفرقان الذی نزله الله علی رسول الأمین: (هو الذی أنزل علیک الکتاب منه آیات محکمات هـن أم الکتاب وأخر متشابهات فأما الذین فی قلوبهم زیغ فیتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأویله وما یعلم تأویله إلا الله والراسخون فی العلم یقولون آمنا به کل من عند ربنا وما یذکر إلا أولو الألباب.
إن الصورة الواضحة التی یرسمها القرآن الکریم عن شخصیة أنبیاء الله وتؤیدها محکمات العقل هی التی تصبح موئلا ومرجعا محکما وثابتا لمحاکمة کل صورة جاءت من التوراة والإنجیل أو الصحاح الستة أو کتب التاریخ عن أنبیاء الله، سواء کان ذلک النبی إبراهیم أو موسی أو عیسی أو محمد(صلی الله علیه وآله).
إلی غیرها من الآیات القرآنیة الحافلة بهذه الحقیقة، وهی أن الرسل هم مصدر الهدایة للناس وهم أصحاب البینات ولیس العکس هو الصحیح، بینما یشیر هذا الحدیث إلی أن ورقة هو الذی وقع علی رسالة النبی فبعث فیه الطمأنیة بأنه مرسل من الله سبحانه.
وهذا هو الذی فتح الطریق للغمز برسالة النبی محمد(صلی الله علیه وآله) من قبل أهل الکتاب إذ قالوا بأن رسولکم بموجب نصوصکم قد اطمأن إلی أنه رسول من الله بواسطة تطمین ورقة المسیحی لـه، وقد تجرأ البعض حتی ادعی أن محمدا قسیس من القساوسة الذین رباهم ورقة بموجب هذا النص الذی حفظته کتب الحدیث وتداوله المؤرخون."