خلاصه ماشینی:
"ثالثا: مقتضیات الواقع: ذلک أن البشریة الیوم تسیر نحو تنافس الأمم فی صنع الحضارة الإنسانیة وهو مضمون اتفاق الأمم کلها علی جعل العام 2001 المیلادی عام "الحوار بین الحضارات" باقتراح من رئیس الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة، رئیس الدورة الثامنة لمنظمة المؤتمر الإسلامی، وبطبیعة الحال فإن التوالی الحضاری فی العسکر الآخر یتطلب منا توالیا حضاریا إسلامیا نستطیع معه أن نعیش علی ظهر هذا الکوکب وإلا فالفتنة والفساد قال تعالی: (والذین کفروا بعضهم أولیاء بعض إلا تفعلوه تکن فتنة فی الأرض وفساد کبیر) (الانفال / 71).
وقد عملت الجمهوریة الاسلامیة الإیرانیة علی متابعة هذا الموضوع، إیمانا منها بأهمیته، ولکن نشاط بعض الدول القویة فی المنظمة حال دون الوصول الی قرار حاسم، إلی أن انعقد مؤتمر القمة الثامن بطهران، وتوج الجهود بصدور قرار متوازن عن المرأة ولکنه مایزال ناقصا ومانزال ننتظر رأی مجمع الفقه الإسلامی حول نتائج دورة طهران وقد دامت دراسته أربع سنوات!!
أ - مشروع اللائحة الاسلامیة لحقوق الانسان فمشروع اللائحة الاسلامیة لحقوق الانسان فی الاسلام مر بکثیر من اللجان والمؤتمرات منذ بدأت فکرة کتابته رسمیا عام 1979م، حیث قرر المؤتمر الاسلامی العاشر لوزراء الخارجیة تشکیل لجنة مشاورة لإعداد لائحته، وقد أحیلت الی المؤتمر الحادی عشر، حیث قام بدوره بـإحالتها الی لجنة قانونیة، وعرض النص المعدل علی مؤتمر القمة الثالث، ولکن هذا المؤتمر أحاله الی لجنة أخری، ووافق المؤتمر الرابع عشر للخارجیة فی داکا علی المقدمة وأول مادة فیه، وأحال باقی المواد علی لجنة ثالثة، ثم تتابعت المؤتمرات مؤکدة علیها، إلی أن عقد اجتماع طهران فی دیسمبر 1989م وأعد الصیغة النهائیة التی تمت الموافقة علیها نهائیا فی المؤتمر التاسع عشر بالقاهرة."