چکیده:
الفرضیة الاساسیة التی تعرضها هذه المقالة هی ان بعض الرؤی التی تطرح تحت غطاء التقریب بین المذاهب-فضلا عما فیها من نهج مناهض للتقریب-تمهد الاجواء لتحویل التشیع و اذابته فی التسنن.و هذه التوجهات تحط من شأن الامامة الشیعیة و تنتقص من ثقافة الامامة من جهة،و من جهة اخری تروج لثقافة الخلافة و ترفع شأنها.و هذه المقالة تبین ان مثل هذه الرؤی تنعکس علی الشیعة و التشیع بنتائج سلبیة و ضارة علی الصعیدین السیاسی و الاجتماعی.و لأجل اثبات ان هذ الآراء تعود بمثل هذه النتائج قمنا اولا بتحلیل هذه الآراء لکی یتضح مدی ما تنطوی علیه فی جوهرها من دعوات سیاسیة و اجتماعیة.و ثانیا اشرنا الی استنتاجات أصحاب هذه الآراء من متبنیاتهم؛لکی یتضح ان تلک الآراء تتمخض عنها مثل هذه النتائج منطقیا،و لیس هذا فحسب بل ان مثل هذه النزعة قد فهمت منها عملیا. و ثالثا استندیا الی شواهد عینیة تاریخیة تثبت ان کل رأی فی حقل الامامة و الخلافة ینتهی عملیا الی نتائج سیاسیة و اجتماعیة خاصة به.و انتقدت هذه المقالة فی بعض الاحیان ادلة و مبادئ اصحاب هذه الطروحات.رغم ان الامامة تعتبر العنصر الجوهری فی المباحث الاعتقادیة عند الشیعة،الا ان الشهید الجلیل العلامة محمد باقر الصدر-الذی ینبغی ان یسمی بحق الشهید البادئ للمعارف الاسلامیة الحدیثة-قلیلا ما تناول هذا المبحث؛و لعل السبب فی ذلک یعود الی انهماکه فی القضایا الاخری التی کانت تهدد اساس الدین.لقد سلط الشهید الصدر(رحمه الله)الضوء علی مباحث الامامة من الجوانب غیر الحدیثیة اکثر من الجوانب الحدیثیة.و کما اشار نفسه فی مواضع متعددة،انه کان یطمح الی تحلیل مسائل الامامة علی نحو عقلانی و مقبول لدی من لا یحبذون النظر الی الامامة و قضایاها من زاویة الاحادیث و الروایات فقط.و انطلاقا من ذلک فقد طرح مباحث لم یکن الآخرون یهتمون لها او ان عددا قلیلا منهم امعن النظر فیها. و قد سار الشهید الصدر فی بحث الامامة علی نهج مماثل للنهج الذی سار علیه منظرون آخرون مثل الشهید المطهری و الامام الخمینی فی الفصل و التفکیک بین الامامة و القیادة السیاسیة،و الامامة و الزعامة العلمیة،و المرجعیة الدینیة.فی هذا البحث نستعرض آراء الشهید محمد باقر الصدر فی مجال الامامة.و فی ختام البحث،و فی ضوء التفکیک الذی طرحه الشهید الصدر و علماء آخرون فی ما یخص مناصب و شؤون الإمامة،اثیرت مجموعة من التساؤلات التی ینبغی ان یبحثها و یجیب عنها ذوو الاقلام و المفکرون الشیعة.السلفیة الیوم من التیارات الناشطة و لها الکثیر من الانصار و المؤیدین فی العالم الاسلامی. و لهذا السبب فان لنشاطاتهم و توجهاتهم تأثیرها فی نجاح أو اخفاق الجهود الهادفة الی التقریب بین المذاهب الاسلامیة.و قد ظهرت المدرسة السلفیة بظهور ابن تیمیة و تأکیده علی ضرورة فهم السلف بشکل صحیح.و قد وجدت السلفیة علی امتداد تاریخها انصارا فی مختلف بقاع العالم الاسلامی،و هم یشترکون کلهم فی اصل توجههم السلفی،و لکنهم یختلفون أیضا فی ما بینهم.و یمکن تقسیم هذه الاتجاهات السلفیة علی النحو التالی:السلفیة التکفیریة الوهابیة المنطلقة من العربیة السعودیة،السلفیة المعتدلة و المتطرفة الدیوبندیة فی شبه القارة الهندیة،و السلفیة المعتدلة الزیدیة فی الیمن،و السلفیة التقریبیة للاخوان المسلمین فی مصر، و السلفیة الجهادیة للتیار السید قطبی،و نظرا الی الاتجاهات المضادة للشیعة التی کان یدعو الیها ابن تیمیة،لربما یتصور الکثیرون ان الاتجاهات السلفیة کلها تناهض مبدأ التقریب، و لکن الواقع هو ان نصف السلفیة تقریبا یدافعون عن الوحدة الاسلامیة.فمن جانب هناک طیف السلفیین الوهابیین التکفیریین الذین لهم الدور الاکبر فی زرع الفرقة بین المسلمین، و من جانب آخر هناک طیف جماعة الاخوان المسلمین المصریة الذین وضعوا قضیة الوحدة الاسلامیة ضمن قائمة أهدافهم.فی هذا البحث تسلط الاضواء علی الاتجاهات المختلفة للسلفیة و افکارهم و مدی مناهضتهم او توافقهم مع اهداف التقریب بین المذاهب الاسلامیة.هذا البحث یسلط الضوء علی موضوع التعایش السلمی من وجهة نظر الائمة علیهم السلام علی ثلاثة اصعدة و هی:الضرورة،و المجادلات،و السبل.لقد اکد الائمة علیهم السلام علی ضرورة التعایش السلمی من خلال بیانهم لمعطیاته المادیة و المعنویة،کتحقیق الأمن،و حاجة بنی الانسان الی بعضهم الآخر،و الدعوة الی دین الحق،و حثوا الناس علی العیش الی جانب بعضهم بسلام و أمان جهد المستطاع.و اما بالنسبة الی مجالات التعایش السلمی فهی مرتبطة بالارضیة و الظروف التی تؤدی الی تحقیقه.و قد بین الائمة علیهم السلام ان حکومة الحق و العدل حتی و ان لم تکن ذات طابع رسمی،فهی ذات خصائص قادرة علی توفیر متطلبات التعایش السلمی.ان الاهتمام بالاختلافات و درجات الایمان و کذلک ارساء اساس الاخلاق المشترکة و العامة،من الامور التی کشف الائمة علیهم السلام عنها باعتبارها عوامل تمهیدیة و أرضیة مناسبة لا یجاد معایشة ذات طابع سلمی.کمان ان الائمة علیهم السلام قد بینوا أیضا السبل الکفیلة بتحقیق هذا النوع من المعایشة و التعایش.و من السبل المهمة فی هذا المجال لارساء الظروف الکفیلة بتحقیق تعایش سلمی بین ابناء المجتمع،فی نظر الائمة علیهم السلام،مبدأ المداراة مع عموم الناس علی الصعیدین الدینی و الاجتماعی،و من السبل الاخری هناک أیضا مبدأ احترام و عدم اهانة اتباع الدیانات و المذاهب الاخری،و المشارکة فی الشؤون الاجتماعیة و شعائر الجماعات و الاقوام الاخری.ان التعرف علی التیارات و الفرق المذهبیة التی ظهرت طیلة تاریخ الاسلام تستدعی العودة الی الوراء وسبر جذورها و ارهاصاتها الاولی،لکی لا یؤدی الفراغ التاریخی الی اغلاق باب البحث.و رغم ان معظم الباحثین یعزون النشوء العلنی للفرق الاسلامیة و تمایزها عن بعضها و خاصة ذات الطابع السیاسی،الی زمان مقتل عثمان،غیر ان التعرف علی هذا الجانب یتطلب النظر الی ما قبل ذلک و دراسة الظروف الفکریة و الاحداث و الوقائع التاریخیة التی سبقت تلک الحادثة؛و ذلک لأن البحث حول سبب وقوع أیة حادثة سیاسیة و معرفة کیفیة نشوء و انطلاق أی تفکیر لن یفضی الی الحصول الی نتیجة واضحة ما لم تدرس سلسلة الاحداث و الوقائع السابقة له.تتناول هذه المقالة من بعد تسلیط الضوء علی بعض خصائص عصر النبی(ص)،دراسة الخصائص و الاختلافات السیاسیة و الفکریة فی عصر الصحابة و التابعین و کیفیة نشوء و ظهور الفرق الاسلامیة و المحاور الکلامیة التی کانت موضع خلاف بینها، و تبحث بعد ذلک تأثیر الاختلافات و التطورات السیاسیة علی النزعة الفرقویة،و تعرض فی الختام قائمة بأهم المحاور الفکریة التی تختلف حولها الفرق.إذ ربما یتسنی فی ضوء مثل هذه المباحث استجلاء الترابط المتسلسل للحوادث الثقافیة و الفکریة،و کذلک تشابه المناحرات الفکریة بین القدماء و المعاصرین.اتخذت الخلافات العقائدیة بین المسلمین من اتباع المذاهب المختلفة صورا مقیتة فی بعض الحالات.و انکار هذا الواقع أو السعی الی تجاهله أو التغطیة علیه لا یجدی نفعا.و فضلا عن ذلک اذا سارت هذ الاختلافات علی طریق صحیح فانها تؤدی الی اشاعة الخصب و الحیویة فی المجتمعات الاسلامیة.و هذا ما یؤشر الی مدی ضرورتها بل و ینم أیضا عما لها من حیویة و أهمیة.غیر ان المشکلة الاساسیة فی هذه الاختلافات هی تجاهلها للجوانب الاخلاقیة، و التضحیة بجانب من الدین الاسلامی و هو الاخلاق الاسلامیة فی سبیل الدفاع عن جانب آخر و اثباته،و هو جانب العقائد.و قد اخذت ظاهرة انعدام الاخلاق فی میدان النقاشات بین المذاهب،تترسخ اسسها و قواعدها تدریجیا.و الخطر الأساسی فی هذا یکمن فی اننا نتجاهل فی خضم هذا الواقع ان النبی(ص)قد عرف بأنه اسوة فی الاخلاق،و لا شک فی ان الترویج لشریعته لا یتأتی إلا عن طریق الالتزام بالمبادئ الاخلاقیة.و الغایة التی یرمی الیها هذا البحث اعطاء صورة عن الواقع الحالی و السعی الی وضع اطار اخلاقی لضبط النقاشات العقائدیة.و لأجل هذا وضعت عشرة مبادئ اخلاقیة عامة و هی تمثل فی واقع الحال تطبیقا للقاعدة الذهبیة فی النقاشات الدینیة و فی حقل اخلاق الاختلاف.علی مدی القرن الأخیر تحدث المصلحون و المفکرون المسلمون کثیرا حول الوحدة الاسلامیة،الا انهم فی الواقع لم یحرزوا نجاحا علی النحو المطلوب.و من اسباب اخفاقهم فی هذا المجال وجود موانع کثیرة تقف علی طریق تحقیق الوحدة الاسلامیة.و من هذه الموانع مثلا حالات سوء الفهم لموضع الوحدة و مخاوف بعض زعماء المذاهب من ضیاع الهویة المذهبیة و تدنی شأنها و مکانتها-رغم ان هذه القضیة قد تم توضیحها بشکل کامل و هی ان التقریب لا یرمی الی نزع هویة الادیان و لا الی دمجها فی کیان واحد.و علی صعید آخر فان الدعوة الی الوحدة لیست تصویة اخلاقیة و انما هی منهاج اجتماعی یتطلب تحقیقه نظاما تربویا متناسقا و بناء ثقافة التسامح و الارتقاء بمستوی التحمل عند المجتمع.و هذا العمل الثقافی یقوم علی مبدأ الاقناع و البحث العلمی و النظری المتواصل و یستدعی جهدا تعلیمیا طویل المدة.و لا شک فی ان بحث الموانع التی تقف فی طریق الوحدة یساعد علی الوصول الی هذه الغایات و یحول دون بروز المزید من السلبیات.تحاول هذه المقالة من خلال الاستناد الی الآیات و الروایات،تسلیط الضوء علی الموانع التی تقف علی طریق تحقیق الوحدة الاسلامیة،و اسباب اخفاق الافکار التی نادی بها دعاة الاصلاح.و انطلاقا من ذلک عرضت فی بدایة الامر دواعی و ارضیات موانع الوحدة من خلال الاستناد الی المعارف الدینیة،ثم شرحت بعد ذلک تلک الموانع و السبل الکفیلة بازالتها.منذ ما یقارب القرن تحولت قضیة التقریب بین المذاهب الاسلامیة الی احدی مرتکزات الحوار بین المصلحین،و المفکرین،بل و حتی المتعصبین من اتباع المذاهب الاسلامیة المختلفة.فقد نادی الکثیر من المفکرین و المصلحین المسلمین بدافع الحرص و التعقل،او قسم منهم بدافع المصالح السیاسیة،بشعار التقریب.و علی صعید آخر فان هناک من یعارض فکرة التقریب منطلقا فی ذلک من اعتقاد و حماس دینی و ان کانت هناک فئة قلیلة تعرف علی وتر الفرقة المذهبیة لمآرب و مصالح سیاسیة.و یمکن من خلال هذا و ذاک تقسیم الافکار و الآثر الداعیة الی التقریب،الی عدة تیارات أوسع.و هذا العمل یمکن ان یساعدنا علی معرفة الاتجاه القادر علی بناء تقریب ثابت و راسخ بین المذاهب الاسلامیة.تقدم هذه المقالة سردا عاما و تقسیما مبوبا بالآثر التی کتب حول التقریب،ثم تحاول تسلیط الضوء علی التیار التقریبی.و لأجل هذه الغایة فقد تحدثت فی مستهل الأمر حول معیار التیار التقریبی ثم شرحت خمسة تیارات علی النحو التالی:1.معارضو التقریب؛2.الوحدة السیاسیة و الاجتماعیة؛3.التأکید علی المشترکات و التغاضی عن موارد الاختلاف علی ان اعتبار البعض الآخر معذورا فیها؛4.التفسری الخاص لقضیة الامامیة؛5.التأکید علی المشترکات،مع اعادة النظر فی الموارد المختلف حولها.و قد شرحت عند ذکر کل تیار،أهم ما کتب حوله من الآثار،و ابرز شخصیاته من اهل السنة و الشیعة.
خلاصه ماشینی:
"و رغم ان معظم الباحثین یعزون النشوء العلنی للفرق الاسلامیة و تمایزها عن بعضها و خاصة ذات الطابع السیاسی،الی زمان مقتل عثمان،غیر ان التعرف علی هذا الجانب یتطلب النظر الی ما قبل ذلک و دراسة الظروف الفکریة و الاحداث و الوقائع التاریخیة التی سبقت تلک الحادثة؛و ذلک لأن البحث حول سبب وقوع أیة حادثة سیاسیة و معرفة کیفیة نشوء و انطلاق أی تفکیر لن یفضی الی الحصول الی نتیجة واضحة ما لم تدرس سلسلة الاحداث و الوقائع السابقة له.
الالفاظ المفتاحیة: العهد النبوی،الاختلافات المذهبیة،الفرق الاسلامیة،تاریخ صدر الاسلام، الصحابة -------------- (*)استاذ مساعد فی جامعة الادیان و المذاهب الائمة علیهم السلام دعاة التعایش السلمی محمد علی رستمیان* هذا البحث یسلط الضوء علی موضوع التعایش السلمی من وجهة نظر الائمة علیهم السلام علی ثلاثة اصعدة و هی:الضرورة،و المجادلات،و السبل.
و یمکن تقسیم هذه الاتجاهات السلفیة علی النحو التالی:السلفیة التکفیریة الوهابیة المنطلقة من العربیة السعودیة،السلفیة المعتدلة و المتطرفة الدیوبندیة فی شبه القارة الهندیة،و السلفیة المعتدلة الزیدیة فی الیمن،و السلفیة التقریبیة للاخوان المسلمین فی مصر، و السلفیة الجهادیة للتیار السید قطبی،و نظرا الی الاتجاهات المضادة للشیعة التی کان یدعو الیها ابن تیمیة،لربما یتصور الکثیرون ان الاتجاهات السلفیة کلها تناهض مبدأ التقریب، و لکن الواقع هو ان نصف السلفیة تقریبا یدافعون عن الوحدة الاسلامیة.
الشهید محمد باقر الصدر و التحلیل العقلانی للامامة قاسم جوادی* رغم ان الامامة تعتبر العنصر الجوهری فی المباحث الاعتقادیة عند الشیعة،الا ان الشهید الجلیل العلامة محمد باقر الصدر-الذی ینبغی ان یسمی بحق الشهید البادئ للمعارف الاسلامیة الحدیثة-قلیلا ما تناول هذا المبحث؛و لعل السبب فی ذلک یعود الی انهماکه فی القضایا الاخری التی کانت تهدد اساس الدین."