خلاصه ماشینی:
"أی إن التخلی عن منهاج فصل الدین عن الحیاة والمجتمع، والعمل علی إحیاء أحکام الشریعة فی شؤون الدنیا والدین، والتوجه نحو نهضة اقتصادیة، لإقامة مجتمع إسلامی فاضل، هو الذی یسد الطریق أمام حرکات التطرف المحلی، ویحقق الأمل فی العودة الرشیدة إلی شرع الله وقرآنه علی نحو آمن ومستقر، تشیع فیه ظلال السعادة، ویخلص المسلمون من التفاوت الصارخ فی الثراء بین الأغنیاء والفقراء، ویعم الخیر، وتحل مشکلة البطالة والأمیة والمرض والجهل ونحو ذلک من ظواهر التخلف التی یمقتها الإسلام، وتبقی بعض المسلمین رازحین تحت کابوس التخلف والمشکلات الاجتماعیة الیومیة التی یئن منها الکثیرون.
موقف الإسلام من التطرف الإسلام دین لا إفراط فیه ولا تفریط، فهو من ناحیة یوجب علی أتباعه نشر رسالته فی أنحاء العالم بالحجة والمنطق والإقناع، ومن ناحیة أخری لا یقر الإکراه أو القهر أو المذلة والهوان، بالحجة ومن خلال هذا التوجه الحکیم یرفض الإسلام نزعة التطرف أو الغلو أو الإرهاب الذی ینشر الذعر والخوف، ویشیع القلق بسبب بعض الحوادث الإرهابیة علی بعض الأشخاص الأبریاء أو الآمنین، أو الممتلکات أو المؤسسات الصناعیة أو التجاریة أو الزراعیة، ویمقت أیضا کل أوضاع التخریب أو التدمیر أو الإساءة بغیر حق للأشخاص مسلمین أو غیر مسلمین، لأن دعوة الإسلام دعوة حضاریة إنسانیة خالدة وحکیمة، لا تنتشر فی أنحاء الأرض، إلا فی ظل قاعدة راسخة من الأمن والسلام والاستقرار، واحترام لحقوق الإنسان، وبأسلوب منطقی حضاری یخاطب الوجدان والعقل، ویرعی العلم وأهله، ویحرک نزعات النفس الفطریة للإیمان بالله تعالی وبرسله وبما أنزل علیهم من وحی ثابت إلی الیوم."